هل استفاق دونالد ترامب من تهوره بعد الصفعة الايرانية المدوية، فدون بيده السياسية المغلولة أكبر انتكاسة للولايات المتحدة الاميركية عند مفترق تاريخي؟
لم يتراجع ترامب عن قرار متخذ بضرب ايران قبل عشر دقائق على حد زعمه، حفاظا على الارواح، بل نفذ قرارا اميركيا بعدم الذهاب الى حرب قد يبدأها لكنه يعلم انه لا يرى افقها..
الرسالة الايرانية كانت واضحة وبليغة بالامس، وقرئت اميركيا بشكل جيد اليوم فالاسود لا تستعرض اسنانها لرسم الابتسامة قال أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في الجمهورية الاسلامية الايرانية ولن تسلم أميركا ان اقدمت على اي حماقة أكدت ايران قيادة وشعبا وقوات مسلحة، اضافت الى انجاز الامس كشفا اليوم عن حطام الطائرة اللغز، وعن ان طائرة اخرى على متنها عشرات الجنود الاميركيين كانت تحت مرمى الصواريخ الايرانية ولم يقصفوها لأنها استجابت للتحذيرات على ما قال قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الايراني العميد امير علي حاجي زاده للمنار..
اسقاط فخر الصناعة الاميركية بالامس وسقطة رمز العنجهية الاميركية – دونالد ترامب اليوم، رسمت على مشهد المنطقة معالم جديدة، فالاسرائيلي في غاية الخيبة والسعودي واتباعه في غاية القلق، والاعلام الاميركي بين مكذب لرئيسه ومفند لحراجة موقفه..
اما كذب ترامب فسهل التوثيق، لقد زعم انه تراجع عن الضربة ضد ثلاثة اهداف ايرانية حفاظا على ارواح مئة وخمسين ايرانيا، فماذا عن مئات آلاف المدنيين اليمنيين الذين قتلوا ولا يزالون يقتلون كل يوم بسلاح ترامب وادواته السعودية والاماراتية؟ وماذا عن الفلسطينيين الواقعين تحت نيرانه وحليفه الصهيوني في غزة والضفة المحتلة؟ وماذا عن طبول الحرب التي يقرعها كل يوم من سوريا الى كوريا ومن ايران الى فنزويلا؟ ألم يكن يلحظ ما ستخلفه من ضحايا وابرياء .. لقد ضحى ترامب بماء وجهه وهو الواقف بين خيارين حرب على ايران ستسقطه نتائجها داخليا أو استسلام لخطوط ايران الحمر فيسقط خارجيا..
وعلى طريقه ستسقط صفقة القرن، وسيسقط الملتحفون عباءته حتى الامس، من ممولين بجنون لعنترياته الكاذبة، والبانين على اسمه امجادا زائفة. لقد انتهت جولة من نزال طويل، فماذا بعد؟