نجت الحكومة عن رصاصات قبرشمون القاتلة، فاصابتها بجلسة، بدل ان تصيبها بمكوناتها.
أجلت جلسة اليوم بعد أخذ ورد، وسير سياسي على حافة وطن ملتهب، غارق بين دم مسفوك ووحدة مشظاة بكثير من التخندق والتمترس خلف تبريرات واعتبارات.
سحب رئيس الحكومة فتيل جلسة كانت عالقة بين التفجير او فقدان النصاب، وبين مطلب المجلس العدلي ومطلب طي الازمة على طريقة دفن الجمر بالرماد، دخل على خط التهدئة من قال عنه النائب طلال ارسلان انه موثوق في كل المهمات.
فمشى المدير العام للامن العام عباس ابراهيم في مهمة اولى نتائجها تسليم الحزب التقدمي الاشتراكي ثلاثة مطلوبين للواء ابراهيم، على ان يسلمهم لاحقا الى قوى الامن الداخلي المكلفة من قبل القضاء باجراء التحقيقات، وقال اللواء ابراهيم للمنار ان الامن العام سيتسلم غدا مطلوبين آخرين للتحقيق معهم.
ما تحقق اليوم بداية اطفاء للنار الملتهبة على مدى أيام التي اصابت الجبل واهله بل كل الوطن بالـ”لااستقرار”، والمساعي مستمرة لتقويم الانحراف الذي اصاب القضية، والعودة للاحتكام الى القضاء والسلطات الامنية، وهو مطلب اهل الضحايا وجهتهم السياسية، كما أكد رئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال ارسلان للمنار.
المؤكد ان ما عاشه الوطن على مدى ساعات عصيبة قد ضرب جرس انذار للجميع بأن الوضع لا يحتمل مغامرات ولا رسائل دموية، وان النار التي تتم محاصرتها، كادت ان تخرج عن السيطرة لتحرق الجميع.
من خطوط البر اللبناني الملتهب الى خطوط البحر المتلاطم مع العدو، حيث عاد متراقصا على امواجه السياسية ديفيد ساترفيلد مبعوثا اميركيا واسرائيليا لترسيم الحدود، فسمع من عين التينة رفض المحاولات الاسرائيلية والاميركية تهميش دور الامم المتحدة في ترسيم الحدود عبر خفض تمثيلها، فضلا عن تمسك لبنان بتلازم مسار الترسيم بين البر والبحر، والاتفاق على كل النقاط قبل دخولها حيز التنفيذ.