معركة القلمون وجرد عرسال تتحدث عن نفسها وستخبر الكثير الكثير، عن بطولاتها ودروسها، وراياتها التي زرعت قبل عامين فوق السلسلة الشرقية والقلمون وامتدادات جرود عرسال.
معركة موثقة بالدم والعزة دامت أسبوعين وانطلقت ساعة فجر من مثل هذا اليوم، إيذانا بنصر أبيض على إرهاب أسود، فحطمت خرافته، وقطعت يده، كما فككت مصانع سياراته المفخخة، ثم سلمت الراية للمعركة التي صنعت التحرير الثاني بتلاقي الجيشين اللبناني والسوري والمقاومة.
لبنان الذي لا ينسى التضحيات والانجازات المشتركة بين جيشه وشعبه ومقاومته، لا يزال في معارك قائمة، إحداها قاسية مع الفساد المتربص بمفاصل الدولة وحساباتها. وبحساب القلم والورقة فإن إقرار مجلس النواب مشروع موازنة العام 2019، محاولة للاجتياز نحو اصلاح حقيقي في الموازنة المقبلة، على ما أشار وزير المال، واتفق معه آخرون.
ولكن كيف ستترجم مفاعيل الموازنة الجديدة في أشهر ستة متبقية من عمر العام الحالي، فيما الحكومة المخولة لفعل ذلك لا تلتئم، ولا أفق لأي حلول تعيد لها صورتها الجامعة في السراي أو في بعبدا؟.
على خط “حزب الله”، ما حققته كتلة “الوفاء للمقاومة” في مشروع الموازنة، كان جيدا ومهما وفيه خدمة لكل اللبانيين، ووفق رئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين، فإن بذل الجهود ما زال مطلوبا، من باب الحرص على البلد والاستقرار الاقتصادي والمالي.
في التطور الاقليمي، معادلة الناقلة بالناقلة التي فرضها الحرس الثوري الايراني، تقدمت بإيران خطوات كبيرة على جبهة المواجهة التي فتحتها واشنطن بانسحابها من الاتفاق النووي وفرض العقوبات، قبل أن تخطئ بريطانيا باحتجاز الناقلة الايرانية في مضيق جبل طارق. وبالقانون الدولي يواجه الحرس كل خرق في مياه الخليج، مقابل القرصنة التي تمارسها واشنطن ولندن معا، وبكل بخبث، كما وصف الامام السيد علي الخامنئي.