يبدو الأمر صعب التصديق للوهلة الأولى ايراد خبر أن طائرة مسيرة فلسطينية قصفت هدفا داخل كيان الاحتلال، ثم عادت إلى قواعدها سالمة، إلا أنه يصبح يقينا مع معادلات أيلول.
مسيرات غزاوية تدخل معادلة الردع مع كيان الاحتلال، في صفعة للاحتلال على الحدود الجنوبية، وهو لم يستفق بعد من الضربة المدوية على الحدود الشمالية في صلحا. فمهابة وقوة وشجاعة المقاومة، فرضت على هذا العدو لمدة أسبوع، حزاما أمنيا داخل شمال فلسطين المحتلة، وهو الذي فرض حزاما أمنيا لمسافة كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية في العام 1985، بحسب عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله.
ومع انقلاب الصورة على الحدود مع فلسطين المحتلة، فإن البلد يحتاج داخليا إلى صورة وطنية جامعة للخروج من الأزمات. ولا شك أن اللقطات من أعالي اللقلوق إلى عين التينة، تدعم ذلك، شرط استبعاد فرضية الانقلابات السريعة.
في السعودية، انقلاب غير مسبوق على تقاليد الحكم. فللمرة الأولى يعين الملك نجله وزيرا للطاقة. أمر ملكي يقيل خالد الفالح من منصبه، وينصب عبد العزيز بن سلمان على رأس امبراطورية الذهب الأسود، في توقيت يثير الكثير من التساؤلات والاستغراب. فهل وصل كابوس عدم الثقة الذي يعيشه ولي العهد، إلى حد أن يكلف أخاه بهذا المنصب، في خطوة تزيد من شدة القبضة السلمانية على مقاليد الحكم في السعودية؟، أم أن المرحلة المفصلية التي تعيشها المملكة تفرض هذا التغيير الاستثائي؟، فمحمد بن سلمان في أمس الحاجة إلى المزيد من الأموال، لتمويل حروبه وتعويض هزائمه، ورفد ما يصفها بروئيته الاقتصادية المستقبلية، خاصة مع انخفاض أسعار النفط عالميا، وانعكاساتها على أسهم “أرامكو” التي يستعد لطرحها في البورصة العالمية بهدف الحصول على مئة مليار دولار.