لن يكون من السهل ان تغفو عيون حكام السعودية عن مشاهد هزيمتهم الموجعة في نجران، وكل اليمنيين يعلمون ان عملية “نصر من الله” ما نفذت بهذا الحجم والتكتيك والدقة الا لتضمن نتائج ببصمة مؤثرة ومؤلمة في مسار المواجهة مع العدوان.
ومع تمكن اليمن اكثر من السيطرة والتسديد، يصبح محمد بن سلمان مطاردا بخواء ارتكابات نظامه اكثر فاكثر، وملاحقا بتشاؤمات اقتصادية حادة تؤسس لها تزلفاته للاميركيين والصهاينة ضد ايران …هو اقر مذعنا بان الحرب على الجمهورية الاسلامية مكلفة جدا لبلاده والمنطقة، كما يبدو فاقد السيطرة على اصدار التصنيفات الائتمانية التي تدفع مملكته نزولا على سلم التوقعات المستقبلية المتشائمة، بحسب وكالة فيتش التي حذرت من ايام قاتمة للسعودية جراء حربها على اليمن والتصاقها بسياسات واشنطن وارتفاع مرتقب في دينها العام الى ستة وعشرين في المئة العام المقبل.
على جبهة اخرى حيث كتبت السعودية بين اكبر المهزومين في حرب الارهاب المفروضة على المنطقة، فسوريا والعراق يربطان شريانا اقتصاديا هاما بين البوكمال والقائم الحدوديتين يتوج انتصارهما ويعيد للعلاقة التجارية بينهما مجدا عطل بفعل الارهاب منذ العام 2011.
ولا يخفى على اثنين حجم الاستفادة التي تطال لبنان من عودة معبر البوكمال في حال صفت نيات البعض المنادي بالتعطيل لكل تواصل مع دمشق حتى لو كان ذلك سبب خسارة اقتصادية ومالية ضخمة في وقت احوج ما يكون لبنان فيه لكل قرش حيث التدخلات الاميركية تجفف الدولار من الاسواق، وتهدد الاستقرار النقدي.
تزامنا،ارتقاب لصدور تعميم عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حول تحديد سعر صرف الدولار .. تعميم قال سلامة عنه بعد لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه سينظم عبره تامين الدولار بالسعر الرسمي لتامين البنزين والطحين والدواء . فكيف سيتم التأمين بين ليلة وضحاها؟ وان كانت موجودة، وهي موجودة، فلماذا حجبت عن الاسواق التي وصلت حد الغليان، ومعها المواطن الذي ليس له عند هؤلاء اي حساب؟ سؤال برسم الايام.