نجحت الاتصالات في تجنيب اللبنانيين أزمة محروقات جديدة مطلع الأسبوع، مع اعلان أصحاب المحطات تعليق اضراب الاثنين، مع ما وصفوه ببداية حل. إلا أن ترددات هزة سعر صرف الدولار على مجمل البلد لم تهدأ، فأصحاب الأفران تداعوا للاجتماع غدا لتقييم الوضع واتخاذ قرار قد يطال في النهاية رغيف الخبز، وقس على ذلك مع كل القطاعات المستوردة بالدولار.
ومن وسط بيروت، ارتفعت الأصوات ضد من يمعنون في إفقار البلد. التظاهرة المطلبية بقيت في حدود السلمية، وإن تخللها تهديد امرأة بحرق نفسها مع أطفالها، ومناوشات وتدافع مع القوى الأمنية لم تتعد حدود التماس.
أما الحدود الخطرة، فقد حذر “حزب الله” أيا كان من الاقتراب منها، فليس مسموحا لأحد أن يخرب لبنان لا من الزاوية الأمنية ولا من الزاوية الاقتصادية والنقدية، وسنواجه المشاكل الاقتصادية ونحاول لملمة شمل القوى السياسية، يقول رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة”.
وحول التطورات في العراق، يؤكد النائب محمد رعد: لا نخاف على هذا البلد رغم المؤامرة الأميركية، طالما أن روح المقاومة تسري فيه، مشددا على ضرورة معالجة التعثرات. تعثرات وفساد يبدو أن الحكومة خطت الخطوات الأولى على طريق معالجتها. هدأ الشارع اليوم بعد سلسلة قرارات اتخذها عادل عبد المهدي، الذي وعد بحزمة اصلاحات لمعالجة الأزمة قبل أن يتسع الخرق على الراتق. فالفساد قد يكون أكثر فتكا من الطابور الخامس الذي تسلل إلى صفوف الشباب المطالب بالاصلاحات.
وتحت عناوين إصلاحية، تخوض تونس انتخاباتها التشريعية، جيش من المترشحين إلى البرلمان الثالث بعد الثورة، قابله إقبال ضعيف من الناخبين الناقمين على الأوضاع الاقتصادية، ليتشابه العالم العربي في أزمات الفساد الذي قيل فيه إن شبكاته قد تكون أكثر تشعبا، وأكبر من شبكات المياه والكهرباء، وإنه مرض لا يختص بالمناطق الحارة، بل يسكن المكاتب المكيفة أيضا.