نار فوق الازمات اشعلت لبنان المنهك من اقصاه الى اقصاه.. وكأن البلد المحترق بلهيب الازمة التي تفوق الطبيعة، كان ينقصه احتراق ما تبقى من طبيعته الخضراء..
نار ان كانت غضب الطبيعة او بفعل فاعل، فانها فعلت بمساحات لبنان الخضراء الكثير، محرقة شجرا بعمر السنين ومحاصرة بيوتا وسكانا آمنين، وقاطعة الكهرباء المقطوعة اصلا، وموترة البلد المتوتر اصلا، ومربكة الحكومة المربكة اصلا.
ابرز مناطق اللهيب الشوف من المشرف والدبية والناعمة والدامور وغيرها، ومعها خطوط نار من الجنوب الى الشمال ومن المتن الى البقاع..
في العالم تسمى هذه كوارث طبيعية، لكن غير الطبيعي في لبنان اننا نحترق كل عام وعاجزون الا عن العويل والاستجداء لاطفاء الحريق، وغدا سيكون دور مناطق اخرى بالغريق، وسنصرخ من جديد..
قبل ان تطفأ النيران وينجلي دخانها تكشف في سجل الهدر او الاهمال اسم جديد: طائرات سيكورسكي للاطفاء التي اشترتها الدولة من التبرعات، وتركت بلا صيانة في المطار، وهي اليوم شاهد على البلد المحترق بكل معنى الكلمة..
وكلمة حق تقال، ان نيران اليوم اشعلت الروح اللبنانية الحقيقية العابرة للخنادق السياسية والمذهبية والمناطقية، فهب اللبنانيون كل اللبنانيين لاطفاء الحريق، دفاع مدني من كل المناطق ومواطنون متعاونون ومتعاطفون بالايواء والمساعدة على قدر المستطاع، ومعهم كانت الطاف السماء التي بدأت مطرا ..
دخان الحريق دخل كل الجلسات السياسية، فطلب رئيس الجمهورية التحقيق لمعرفة سبب توقف طائرات الاطفاء بلا صيانة، وفتح وزير العدل تحقيقا لمعرفة سبب الحريق..
حريق كان حاضرا في لقاء الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري في عين التينة، ومعه مساعي اطفاء الحرائق الاقتصادية والسياسية والموازنة العالقة..
لقاء والتقاء على الثوابت، جمع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالوزير سليمان فرنجية، بحضور الوزير يوسف فنيانوس والمعاون السياسي للسيد نصر الله الحاج حسين الخليل.
ضرورة الحوار المباشر والرسمي مع الحكومة السورية، كانت ابرز التوصيات، والدعوة للإستفادة من الفرصة الكبيرة التي تتيحها إعادة إفتتاح معبر البوكمال لتعزيز الصادرات اللبنانية عبر سورية إلى العراق، والعمل المشترك مع الحكومة السورية في مسألة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم.
اللقاء أكد على رفض زيادة الضرائب المباشرة وعدم المس بالرواتب والأجور والحسومات التقاعدية، داعيا الحكومة الى إيلاء الإيرادات الناجمة عن الأملاك البحرية إهتماما جادا، والتشديد على مكافحة الهدر والفساد..