أطفئت النيران التي التهمت لبنان، ولم يطفأ الحريق الذي خلفته أسفا على الوطن وحاله..
بين رماد الحريق بحث في حجم الاضرار، وعن دولة تعبت واتعبت مواطنيها، فذرت الرماد في العيون، واخذت تبحث بين جزئياته عن تبرير للتقصير..
هو تقصير وقصور، وفتح لتحقيق جديد سيضاف الى سجل التحقيقات المنتظرة.. لكنه لبنان الذي سيعود ليزرع احراجه المحترقة ببذور الامل واشجار جديدة، ويرمم البيوت التي كانت عصية على كل نار، فلا خيار سوى الاستمرار مهما صعبت الحال..اما سياسيوه فعلى حالهم، يعترفون وينكرون في آن..
شيع الجبل شهيد الواجب الانساني سليم ابو مجاهد، مع انتهاء عمليات اطفاء الحرائق التي التهمت الطبيعة، اما محاولات اطفاء الحرائق الاقتصادية والسياسية فما زالت مستمرة.. وان كان حريق الطبيعة مجهول الفاعل ويحتاج الى تحقيق، فان الحريق الاقتصادي معروف الحقيقة الكاملة، واطفاءه بيد مشعليه.
والبداية الاعتراف، فلماذا نعيش حالة إنكار وكأننا لا نعاني من أزمة مالية وإقتصادية وإجتماعية، سأل الرئيس نبيه بري في الاربعاء النيابي، بالرغم من توافق بإجماع المستويات الرئاسية والقيادات المسؤولة على اثنين وعشرين بندا اصلاحيا في لقاء قصر بعبدا ؟
اصلاحات وضعتها الحكومة على جدول اعمال موازنة 2020 التي تمر بمخاض عسير، فيما الوقت يدهمها، ما يشكل خطرا على انجاز مهمة الموازنة في المهلة الدستورية..
مهمة تفاءل وزير المال بانجازها، وعقد لاجلها لقاء سبق الجلسة الحكومية بين الرئيس سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، فناقشا الموازنة والاوضاع السياسية العامة.
الأوضاع السياسية العامة والأزمة الاقتصادية الاجتماعية المالية الخطيرة التي يعيشها لبنان، كانت محل نقاش مستفيض بين وفدين من قيادتي “حزب الله” و”الحزب التقدمي الاشتراكي” اجتمعا في اطار اللقاءات الدورية بين الحزبين.
المجتمعون اتفقوا على ضرورة الوصول الى تفاهمات للحد من تداعيات الازمة، ورسم خطة للخروج منها، وأكدوا على استمرار الحوار والتواصل المباشر لتثبيت الاستقرار والتعاون في مجالات العمل النقابي والحكومي والنيابي.
اما العمل الابرز اقليميا فكان دخول الجيش السوري الى مطار الطبقة في الرقة، في خطوة ذات دلالات معنوية واستراتيجية..