IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “المنار” المسائية ليوم الثلثاء في 17/12/2019

بليلة مظلمة، مهدت لها ايادي وألسنة الفتنة، كاد ان ينتهي كل شيء، وينقلب الوطن على وجهه بخسران مبين..

كاد البلد الواقف على ما تبقى له من استقرار امني بعد وقوع ذاك السياسي وانهيار ذاك الاقتصادي، كاد أن يقع في فتنة اشعلها مقطع فتنوي على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد ان أعدت حطامها على مدى ايام كل المواقف والممارسات المتراكمة، والاوراق التي يلعب بها البعض في بازار السياسة، منه قاصدا ومنه عن غير قصد..

نجا الوطن الى حين، بفعل وعي رجالات حكمة وعلم ودين، وصبر اناس محتسبين، يؤمنون بالوطن، ولاجل استقراره وامنه قدموا كل غال ونفيس..

ولكي نلامس بر الامان، فعلى الجميع قراءة ما جرى بعين العقل والحكمة، لا عبر مراهقات السياسة وادواتها الاعلامية والشعبوية، ولا المغامرات الداخلية والخارجية باللعب على حافة الهاوية..

فان كان ما جرى هو بفعل مدسوسين، فعلى الجميع التنبه، وان كانوا معلومين، فعلى الجميع التبرؤ، وعلى المسؤولين عدم الاستقالة من المهام، والتيقظ لما يحضر للبنان، قبل ان تمتد النار التي ان سرت في الهشيم اللبناني فلن تبقي ولن تذر..

نذر قرأه رئيس مجلس النواب نبيه بري مع ضيفه رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، فكانت الدعوة الى الوعي واليقظة وعدم الانجرار نحو الفتنة التي يدأب البعض على العمل جاهدا نحو جر البلاد للوقوع في اتونها..

اما للخروج من الاتون السياسي، فقد تطرق لقاء الساعة والنصف الى الحاجة الوطنية الأكثر من ملحة للاسراع بتشكيل الحكومة بأجواء هادئة بعيدا عن التشنج، وبتقديم مصلحة الوطن على ما عداها من مصالح ..

ولمصلحة لبنان والبلدان الغربية كان نداء وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل لحل مأساة النزوح واللجوء، احد الاسباب الرئيسية للازمة اللبنانية..

فالوضع لا يبشر بالخير كما قال باسيل في المؤتمر الدولي للاجئين في جنيف، فما حصل في سوريا مهدد بتكراره في لبنان، وهو دليل على تدمير بلد وتهجير شعب بسبب ارغامه على وصفات سياسية معلبة كما قال.

باسيل المدرك اننا ندفع سياسيا ثمن عدم تأييد مبدأ الاندماج وصولا الى التوطين، اعتبر أن مأساة النزوح واللجوء مسؤولية مشتركة،مخاطبا المشاركين: اما أن تتحملوا اعباءها او ان تتحملوا نتائجها..