رغم ضجيج البعض، وصخب البعض الآخر، يعمل الرئيس المكلف بكثير من التأني والجدية، والصمت البعيد عن العراضات الاعلامية. مع تأكيد مصادره ادارته للعجلة الحكومية بزخم يوازي حاجة المرحلة وحراجتها، وما تفرضه من اوسع مشاورة ومشاركة لتأليفها..
بين السياسيين والمتظاهرين تتوزع اللقاءات والاتصالات للرئيس المكلف حسان دياب، ومع اصرار البعض على تكليف الوطن المزيد من الخسائر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتعميق الشرخ بين ابنائه، فان ثابتة دياب التي تحدد مساره، انه يعمل لحكومة جامعة، لا تستبعد أحدا ولا تتحدى احدا، فيما التحدي الذي يواجه الجميع، كيفية انقاذ البلاد، او على الاقل وقف الانهيار، كمقدمة للانقاذ..
واذا اراد اللبنانيون ان يعرفوا اهمية الخطوة التي اقدموا عليها لوقف الفراغ وما يعنيه، فليقرأوا الاعلام العبري ومفكريه ومحلليه، الذين يحرضون على الحكومة الجديدة قبل تشكيلها، ويهولون على رئيسها، مراهنين على فشله في التشكيل، وان شكل فألا يحصل على الدعم الدولي والعربي، مع التحريض الاسرائيلي المباشر للولايات المتحدة وبعض الدول العربية لعدم دعم لبنان.
اما الاسباب كما يقول المحللون الصهاينة، فان الصالح الاسرائيلي ببقاء الاضطراب في لبنان، مع الدعوات الى استثمار كل ما يجري في الشارع لضرب المقاومة اللبنانية، زاعمين ان انشغالها في الداخل سيحد من مواجهتها لتل ابيب. هكذا يقرأ الصهاينة أن ما يجري في لبنان من عدم استقرار هو لصالحهم، فماذا عن اللبنانيين؟ وهل لمصلحة احد عدم الاستقرار، الا العدو الصهيوني؟
العدو الذي استباح السماء اللبنانية ليعتدي على سوريا، ويستبيح مياهه بين الفينة والاخرى، وعينه على النفط اللبناني المؤثر في رسم مسار المرحلة المقبلة..
مرحلة من المفترض ألا نسمح لأحد بالمساومة فيها على سيادتنا أو على ثرواتنا، كما أكد الوزير محمد فنيش، الذي دعا جميع القوى السياسية الى تحمل المسؤولية الوطنية، وتأمين الغطاء السياسي للحكومة الجديدة في مهمتها الوطنية والانقاذية …