رغم كل أبواق التهويل، رسالة أوروبية للبنان تحمل في مضمونها الكثير. فقد تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالتين أوروبيتين: مستعدون لمساعدة لبنان للخروج من أزمته، والقيام بالإصلاحات الأساسية للحفاظ على استقراره وسيادته، حسبما جاء برسالة من رئيس الاتحاد الاوروبي. فيما أكد السفير الفرنسي في لبنان على مسمع الرئيس بري، التزام باريس بالمساعدة، وخاصة فيما يتعلق ب”سيدر”، كما قالت مصادر متابعة ل”المنار”.
كلام أوروبي يبطل كل حديث عن فقدان لبنان لأي صلات خارجية، وسيصيب نوايا البعض ممن يعملون على أن تكون طريق الاستقرار الاقتصادي أمرا بعيدا. رسالة على بعد أيام قليلة من موقف الحكومة الرسمي من التعامل مع سندات الخزينة المستحقة، ما يعطي الحكومة راحة نسبية أثناء اتخاذها للقرار، متحررة من بعض الضغوط التي يسوقها معروفو النوايا والأهداف.
لكن الهدف الذي يصبو إليه اللبنانييون من تقويم للاعوجاج الاقتصادي ووقف لكرة النار المالية، لا تحققه كل رسائل الدعم، ما لم يكن المنطلق لبنانيا حقيقيا بالاصلاح الداخلي، وكشف كل ما تختزنه الخبايا المالية والاقتصادية من أرقام محجوبة ليس فقط عن الشعب اللبناني وإنما عن جل الرؤساء والنواب والوزراء والمسؤولين. فعندها يبنى على الشيء مقتضاه، وترسم السياسات الحكومية وفق الأرقام الحقيقية للدولة، لا وفق الأرقام المصاغة برغبة الحاكمين بأمر المال لسنوات.
في البحرين، سنين تسع من ثورة شعب سما فوق كل الأوصاف، مطالبا بحقوقه التي كفلتها كل القوانين والأعراف الدولية، بالمشاركة في تحديد مصير ومسار وطنه المخطوف من سلطة متحكمة بالبلاد والعباد، تهين الكرامات وتقتل بدم بارد أطفالا ونساء وشيوخا أسسوا وطنهم ببذل الدم الذي خالط التراب.