ليست الحالة المصابة بفيروس كورونا في مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت، هي الوحيدة التي تم اكتشافها وعزلها حتى يتأكد شفاؤها، بل تأكد معها تفشي أوبئة إعلامية وأخلاقية يصعب علاجها وبات من الموجب الحجر على المصابين بها.
ليس أصعب من خبر وصول كورونا إلى لبنان، سوى وصول بعض التعاطي الإعلامي والسياسي والاجتماعي، إلى مستوى معيب لا يمت الى المسؤولية الوطنية بصلة. وليس على مستوى الوجع الذي يصيب الناس، الواقعين أصلا في وطن مصاب بكل أنواع الأوبئة السياسية والاقتصادية والمالية.
ويبقى المواطن المختنق، رهينة التشويش المفتعل، ورهن واقع الدولة وامكاناتها التي أوصلها من ساسوها لعقود إلى هذه الحال، حتى باتت تكابد وشعبها من أجل البقاء.
وليس أصعب من كورونا سوى داء الجشع المتحكم بعقول وقلوب وسلوك الكثيرين ممن يستغلون كل شيء، مكملين مع أسيادهم نهب المواطن، إن بسعر صرف الدولار، أو التلاعب بأسعار حتى الخضار والبنزين والأدوات الطبية والطحين، وصولا إلى استغلال كورونا لبيع الكمامة التي لم تكن تساوي بضع ليرات، بما يصل إلى العشرة آلاف ليرة لبنانية، والآتي أعظم.
لم يعد مجديا ما تصنفه الشركات الائتمانية العالمية للواقع الاقتصادي اللبناني، طالما أننا صنفنا أنفسنا بممارساتنا في خانات الاستغلال والمزايدات والمضاربات.
أعان الله الحكومة على تحدياتها، وأعان الله المواطن الموجوع، الموضوع سلعة في بورصات السياسة الدولية وأدواتها المحلية.