حضرت الدولة إلى مطار بيروت اليوم، فالحدث كان يستحق هذا الحشد المراعي للشروط الصحية، البلد كان في استقبال نصفه الآخر في هذه المحنة، النصف المغترب الذي لطالما وقف إلى جانب البلد الأم في كل المحن.
نجحت الحكومة في اليوم الأول من الاختبار الصعب، من لحظة هبوط الطائرات إلى وصول المغتربين إلى أماكن الحجر الصحي المنزلي أو الفندقي، إلا أنه من المبكر ربما اعطاء العلامة النهائية التي بلا شك ستكون نتيجة جهد متكامل يتشارك فيه الجميع. فعلى القادمين أن يحترموا القسم الضمني، بأنهم لن يكونوا سببا بزيادة أعداد الإصابات بالفيروس، وذلك بأن يطبقوا ما يعنيهم من الخطة التي وضعتها الدولة، لتكون الآثار السلبية لاعادتهم صفرا.
فأرقام الإصابات الجديدة التي أعلنت عنها وزارة الصحة، تفاؤلية محفوفة بالمخاطر في حال استمرت الخروقات الواسعة للتعبئة العامة في العديد من المناطق.
وفي خطوة لحصر الخروقات، يبدأ اعتبارا من الغد تطبيق خطة سير الأرقام المفردة والمزدوجة على الآليات. فماذا عن المشاة، هل يشعر من يجولون في الشوارع لسبب أو لغير سبب بخطورة الوضع، قبل أن يتحولوا أرقاما مفردة ومزدوجة على لائحة مصابي وضحايا كورونا؟. ولنتعظ مما يجري حولنا في العالم، ولنستخلص العبر ولو من المتهورين.
فالرئيس الأميركي، وبعد أسابيع طويلة من الاستهتار والتقليل من خطورة المرض، ها هو يحذر: أميركا مقبلة على وقت سيكون مريعا، ربما لم نر قط مثل هذه الأعداد من الوفيات لا في الحرب العالمية الأولى ولا الثانية، يقول دونالد ترامب، ملوحا باستعداده لخوض نوع جديد من الحروب، إنها حرب الكمامات، ومتوعدا بالانتقام في حال لم يحصل الأميركيون على حاجاتهم منها.
أما الملكة اليزابيث الثانية، فتلقي كلمة نادرة تتحدث عن أحزان وفقدان أحبة وتغيرات هائلة في الحياة اليومية، بعدما كان رئيس وزراء بريطانيا كصديقه ترامب استهتر بالفيروس ودعا لمناعة القطيع.