تخطينا القطوع الأسود مع كورونا بفضل الاجراءات الحكومية والاستجابة الشعبية، ويمكننا قطع أشواط ايجابية في المسارات الاقتصادية والمالية إن أحكمت الحكومة خطتها، وتعاون الشعب مع لغة المنطق لا لغة الغرائز التي لا تحتاج إلى فحوص pcr سياسية، وإنما أتقن اللبنانيون تشخيصها من خلال العوارض الظاهرة على الاعلام.
فيما التحري عن الفايروس المحرك للهبة الاعلامية والسياسية المستجدة حتى زمن كورونا، كشف أن وكر عوكر وما يبخه عبر مقابلات على الاعلام، كان اشبه بالبيان رقم واحد لمنظومته، من أجل التحرك بوجه الحكومة وأدائها ومساعيها الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي إن تمت، عطلت على السفيرة الأميركية وادارتها منظومة التحكم التابعة لها- أشخاصا وجهات- بأرزاق اللبنانيين قبل أعناقهم. منظومة هي بلا أدنى شك تستخدم لعشرات السنين بوجه الاقتصاد اللبناني والاستقرار اللبناني والازدهار المجتمعي.
سفيرة أكثرت من اطلالاتها الاعلامية وزياراتها السرية حتى في زمن كورونا، بحثا عن شد عصب قبل أن تقطع الحكومة باجراءاتها أعصاب الشبكات المتحكمة بالمالية العامة، والتي ألمح اليها رئيس الحكومة حسان دياب بأنها تمثل أقل من اثنين بالمئة من المودعين في القطاع المصرفي اللبناني، والتي تتقاطع عندها كل الحسابات المالية والسياسية والاجتماعية المسيطرة على البلاد والعباد لسنوات.
سمع اللبنانيون بالأمس رئيسي الجمهورية والحكومة، ولمسوا مسارا جديا بالعمل ورفض التجني في آن، وسيسمعون الكثير من المواقف والتصريحات المقابلة، وربما حتى بعض التحركات في الشارع تحت عناوين مطلبية، ممن هم وقود الاثنين بالمئة، وبالمناسبة هي النسبة ذاتها التي تتحكم بسعر الدولار اليوم وتبتز به اللبنانيين قبل حكومتهم.
والوباء بالوباء يذكر، فقد أحكمت الحكومة اجراءاتها بوجه كورونا عبر خطوات الحجر الملزم، وتعمل على بلورة خطة عكسية آمنة فائقة الدقة للتعامل مع هذا الوباء.
وباء يضع أربعة مليارات ونصف المليار انسان في الحجر المنزلي، بحسب احصاءات منظمة الصحة العالمية، ووضع رئيس الولايات المتحدة الأميركية في حال من الجنون، وهو الذي يتحدى كل النصائح والدراسات الطبية التي تطلب منه الابقاء على اجراءات العزل، معلنا أنه سيذهب بطريقة تدريجية نحو فتح الأسواق الاقتصادية، ما ينذر الأميركيين بحسب الخبراء بالكارثة الكبرى.