هي أكثر من حرب مع الوقت يخوضها اللبنانيون، لتثبيت مسار احتواء فيروس كورونا، تتويجا لجهود علمية وحكيمة.
سبع محافظات ستكون مستشفياتها الحكومية مجهزة للكشف على الفيروس: خطوة أطلقها وزير الصحة اليوم من حلبا العكارية، تزامنا مع تجهيز مستشفيات طرابلس وبعلبك وزحلة الحكومية للغرض نفسه، وبعد أسبوع تكون الشبكة قد اكتملت فوق الخارطة، ومعها يصبح الكشف على الفيروس أكثر توسعا وسيطرة.
بما أمكنها، ترفع الحكومة جدار الوقاية أمام كورونا، في زمن لم يدع البعض جدارا للأمان الاقتصادي والمالي في البلد إلا وهدمه بمطرقة فساده وإفساده، ثم هو الآن يكفر بنعمة أن يبقى لبنان تحت خط انفلاش الفيروس، فينكر انجازات ضخمة بذلت ولا تزال لعدم وقوع الأسوأ صحيا. لمصلحة من هذا الأمر؟، وبتعليمة ممن؟، ولأي غاية؟، أم أنها محاولة لاستعادة دور أفقد لبنان الكثير على مدى عقود؟.
لبنان، بين دول قليلة تحاول الوقوف على قدم ثابتة أمام الجائحة، وفيما دول كبرى يخرج منها الصراخ والفضائح، كما الحال في الولايات المتحدة الأميركية حيث لا يثبت دونالد ترامب على رأي حيال فتح الولايات أمام الحركة الاقتصادية، مؤسسا لعراك إعلامي وسياسي في عدد من هذه الولايات، التي وجدت نفسها مصنفة دون مستوى غيرها على لوائح الدعم الفديرالي.
إذا اجتاز لبنان أزمة كورونا، يكتب له ذلك في سجل الانجازات التي تجاور الانتصارات المهمة، كانتصار نيسان 1996، على العدو الصهيوني، حيث حولت المقاومة عناقيد غضبه حصرما وأذاقته مرارة الخسارة، رغم ارتكابه أبشع المجازر ومنها قانا الأولى التي تحل ذكراها اليوم، بعد أن استحالت دماء شهدائها انتصارات وأعزت الوطن.