IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “المنار” المسائية ليوم الجمعة في 01/05/2020

مهما صعبت الظروف، ومهما كبرت المعاناة، تبقى الأمجاد للعمال. في عيدهم، لا تنسى التضحيات، ما سلف منها قبل كورونا، قبل ارتفاع الدولار، قبل التسريح من الأعمال، وما بقي منها على سلم البناء والعطاء، إلى حين نتخطى المراحل المريرة بتضافر وتعاون وتكافل وكل أنواع الصبر.

في عيد العمال، للبشرية من عرق جبينهم وضوء قبل كل فجر، ومع كل جنى، وفي كل لحظة يبحثون فيها بين راحات كفوفهم الخشنة عن فرحة لعيالهم قبل ليل يطول.

لم يمر عام على عمال لبنان كما هذا العام، ولن يمر آخر نرى فيه الكادحين يتخلون عن مطالب محقة، وحقوق متوجبة على دولة تبحث عن طوق نجاة، أو تحاول صنعه للخروج من بئر رميت فيها منذ عقود.

بالأمس، أطلت الحكومة بخطة هي الأولى من نوعها، وفيها لطبقات العمال فصول ووعود على مسار استعادة الاقتصاد الانتاجي، بعدما ثبت تفنن الريعي في شراسته وخبثه، تاركا شعبا بأكمله في لحظة تحسر وغضب، مقابل بناء الثروات وانتقاص الكرامات على أبواب المصارف، والاحتيال بالهندسات المالية، كما نصب المكائد للمودعين وكل المتمسكين بفلسهم ليوم فاقتهم.

الخروج من هذه المرحلة ليس سهلا ولكن ليس مستحيلا، والأمل أن يعرف اللبناني الذي تعلم الصيد وعلمه قبل استلام الصنارة، كيف يجنب نفسه الأسوأ من أفخاخ الفاسدين والمغامرين.