عشرون عاما على أيار 2000، يوم أصبح للزمن طعم من نصر يتذوقه المحبون أبد الدهر، يوم أطل فجر لا يشبه سني الهزائم الطوال، أطل ناثرا بركاته على المحبين والمبغضين، كالشمس تطلع على البر والفاجر. يوم انتزع المقاومون النصر بدمائهم، بلا منة من أحد. وما زالوا على العهد، قابضين على الزناد لحماية العباد والبلاد، لا يتوسلون غطاء وشرعية ممن هم ليسوا أهلا، فالشرعية نبتت من الأرض وأهلها.
عشرون عاما على الهروب الكبير، وبدء التيه الصهيوني في صحراء الهزائم، يوم كان جنود وضباط الاحتلال وأرذال العملاء، يتسابقون أيهم يبلغ حدود فلسطين المحتلة أولا، لينفذ من القصاص العادل. يوم شن جمهور المقاومة الهجوم الأكبر، واكتسح باللحم الحي القرى بسهولها وهضابها، لا يبالي بقصف مدفعي ولا صاروخي، مرددا أهازيج النصر، رافعا رايات العز.
عشرون عاما والمقاومة لا ترضى دون العشرين على عشرين من البياضة، وسجد، والريحان، إلى القصير وكل الميادين. فلا كورونا، ولا كل الفيروسات الناطقة قادرة على أن تلوث نقاوتها، وما من عاقل ينسى فضلها الممتد حتى يومنا هذا. ولمن يتناسى من الداخل والخارج، تغريدة للامام السيد علي الخامنئي على “تويتر”، يقول فيها إن العالم لم ينس يوم اخترق الصهاينة حدود لبنان، وتوغلوا حتى العاصمة حيث ارتكب قاتل مجرم اسمه ارييل شارون مجزرة صبرا وشاتيلا، وكذلك لن ينسى يوم نزلت بالجيش الصهيوني ضربات حزب الله القاصمة، فلم يكن أمامه إلا الانسحاب مقرا بالهزيمة.
هزيمة بحرية تلحق بإدارة دونالد ترامب هذه الأيام، فأسطول ناقلات النفط الإيرانية يصل تباعا الموانئ الفنزويلية، وكركاس تحتفل بكاسري الحصار الأميركي، والرئيس مادورو يرفع شعار الثورة: لن نركع لأميركا. أميركا المصابة على ما يبدو بأكثر من فيروس كورونا. وزير الخارجية الصيني يحذر مما سماه الفيروس السياسي في الولايات المتحدة، الذي يعمل على مهاجمة وتشويه سمعة بلاده ويدفع باتجاه حرب باردة.