6/6 لن يتكرر، لا لتغير بالنيات العدوانية الصهيونية- الأميركية، بل لمعرفتها الجدية بما بات عليه ميزان القوة اللبنانية.
6/6 عام 1982 أتى الصهاينة متبجحين، يهلل لهم البعض، ويترصدهم آخرون تعرفهم جيدا طرقات بيروت من بوابة خلدة الى شارع الحمرا، مخضبين بكل ألوان الطيف المقاوم الذي آمنت به بيروت هذه، حتى طبعت بألوانهم، فأذاقوا العدو بسلاحهم ما لم يكن بحسبانه، وأحالوا بيروت إلى ست الدنيا العصية على كل مشروع عدواني يريد النيل من هويتها، عسكريا كان أو فكريا أو حتى استعراضيا.
وبعد أن راكم الوطن من القوة ما أذل الصهاينة ومتفرعاتهم التكفيرية، ومشاريعهم الفتنوية والمذهبية، يحل 6/6/2020 ولبنان واقع تحت اجتياح التجويع الصهيوني- الأميركي، ويلاقيه بعض المهللين، والمستثمرين فيه. وقدر اللبنانيين مقاومة الاجتياح الجديد بكل أنواع الأسلحة المتاحة، ليرسموا مشهدا جديدا وفق البوصلة التي ما أضاعوها، رغم الوجع والتجويع والتنكيل وكل أنواع الترهيب.
في 6/6/2020 حاول البعض أن يرسم في شوارع بيروت خيوطا من بارود، فما استطاع اشعالها، ولم تستطع كل دعوات التحريض والنفخ بأبواق العصبيات انتاج ولو مشهد لتظاهرة أرادوها مفصلية، فظهر تشرذم وضياع وانفعال وتوتر المنظمين الذين اضطروا على ما يبدو إلى اللعب بأعلى أوراقهم، فأحرقوها على عجل.
حضر محازبون معروفو الوجهة والهدف والتمويل، ومعهم بعض المحتجين، إلى ساحة الشهداء في بيروت، للمطالبة بنزع سلاح المقاومة، فنزعت عنهم بيروت آخر أوراق التوت، وعرت مشروعهم وتجارتهم الفاشلة بفقر وجوع اللبنانيين، وأسقطت شعارات وأجندات سيصعب تمويهها بعد اليوم.
وبالعودة إلى المطالب الحقيقية للبنانيين، إلى وجعهم اليومي، إلى الجوع المفروض عليهم بفعل حصار الأميركي وتراكم فساده وأدواته من الفاسدين، فإن الدولة مطالبة بسرعة الأداء وباجتراح الحلول، بل الضرب بيد من حديد أملا بالتخفيف السريع من حدة الأزمة، مقدمة على طريق حلها.