عادت بيروت إلى هدوئها، بعد اختبار صعب فرض عليها يوم السبت. ومن لغة البيانات الأمنية المتلاحقة، تستخلص الوقائع: قيادة الجيش قالت إن البلد اجتاز قطوعا خطيرا، في مؤشر إلى حجم التهديد الذي كان محدقا بأمن لبنان، خاصة بعد الإعلان عن تفكيك مجموعات كانت تريد إثارة الفتنة والتوتر، قبل أن يتولى بعض الإعلام النفخ ببوق التوتر لاساءة كانت وستبقى مدانة على لسان كل العقلاء والعلماء المتمسكين بالحكمة والوعي.
المواقف الرسمية حيال مشهد الأمس، توقفت عند ما يمكن أن يلحقه تكراره باستقرار اللبنانيين المثقلين بالأزمات، فدعا رئيس الجمهورية إلى وضع الخلافات السياسية جانبا والمسارعة لاستنهاض الوطن. بينما كان رئيس مجلس النواب مباشرا في تحميل المسؤولية لمن يدبر الفتنة ويمولها، وبأنه لن يكون في منأى عن عواقبها.
عواقب التفلت من الإجراءات الصحية في مواجهة كورونا لم تتبدد بعد، والنجاة من هذا الفيروس قد تكتب في حال سمح المواطنون لمناعتهم المجتمعية بأن تكتمل، وأن تتكامل مع جهود مبذولة حكوميا سمحت إلى الآن بإبقاء لبنان بعيدا عن تصنيفه مصدرا للخطر على الصحة العالمية.
في المشهد اليوم، الأمين العام السابق لحركة “الجهاد الاسلامي” الدكتور رمضان عبد الله شلح، يترجل عن إرث عريق من المقاومة والتفاني على درب فلسطين، وفي دمشق التي قصدها يوما بوابة عبور إلى وطنه محررا، كان الوداع الأخير في ترابها محطة على طريق العودة التي عمل لها، فكان قمة شامخة من قمم المقاومة في العصر الحديث، كما نعاه “حزب الله”، وودعته فصائل المقاومة وشرفاء الأمة.