في ضيق من الوقت الذي تكثر فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، اختار البعض وبكل اصرار، اللعب باوراق الفتنة وتوابعها الامنية، مستحضرا كل ادواتها وانيابها السياسية والاعلامية، فاختبر اللبنانيون قطوعا قطعوه بحكمة وروية، من دون أن يغفلوه كجرس انذار لامس الحدود الحمر..
وان احمرت الاعين الامنية على جماعات ومجموعات معروفة الوجهة والهدف والتمويل، فان المساعي الامنية السياسية متواصلة لتهدئة وتقييم الواقعة التي اثبتت أن المشغلين استولدوا لاعبين جددا لنفخ الروح ببوق الفتنة، الا ان الحضور الامني والاستشعار السياسي بخطورة الخطوة انقذ البلاد مما كان يخطط لها..
وبات على الحكومة التخطيط سريعا بحثا عن اختراقات بجدار الازمة بل المعضلة الاقتصادية وتوابعها الاجتماعية، ومنعا لاعطاء المتربصين فسحة للاستغلال امنيا.
رئيس الحكومة حسان دياب اعتبر ما جرى انذارا للتوقف عن شحن النفوس لأن الاستمرار بهذا السقف من الأداء والمواقف السياسية سيؤدي إلى انهيار السقف على اللبنانيين جميعا كما قال.
اما الاسقف المالية المعروفة الحال فقد وضعت على طاولة اجتماع الرئيسين ميشال عون وحسان دياب مع وزير المالية وعدد من المستشارين، بحثا عن وحدة في الارقام المالية للتفاوض بها امام الجهات الدولية.
الوجهة الداخلية للازمة المتقلبة، يصب عليها هذه الايام -المازوت – كمادة اشتعال، وان كانت بطيئة، لكنها لاذعة مع حر الصيف، حيث يمنع الـمحتكرون توزيع المازوت على المحطات، وبالتالي يمنعونه عن الموتيرات التي تعوض غياب كهرباء الدولة، فغاب الاصيل والبديل، وعلى المواطن العبء الثقيل..
عالميا لم يستطع الرئيس الاميركي وادارته حمل اثقال الممارسات العنصرية، ولم تسعفهم سياسة الهروب الى الامام او الرهان على الوقت لتهدئة التظاهرات المناهضة لترامب والعنصرية الاميركية، لكن اللافت في جديد المشهد أن البحث الاميركي في بعض الولايات بات يطال صلاحية الشرطة وحدودها، فيما يمنع في بلادنا الحديث عن دور موظف او حدود صلاحيته..