ليلة حالكة مرت على طرابلس، لم تكن أقل ظلمة من تلك الغرف السوداء التي تحدث عنها رئيس الحكومة حسان دياب، بأوامرها التي تريد بالبلد شرا مستطيرا. تحولت عاصمة الشمال إلى ساحة مواجهات سقط فيها نحو تسعون جريحا بينهم عسكريون.
تبرأت المدينة نهارا من أعمال تخريب ومن مندسين لا يشبهونها. فمن أراد لمشهد وسط بيروت أن يتكرر في طرابلس؟، من الذي يدفع بخفافيش الليل لاحتلال صدارة تظاهرات مشروعة، وأسر مطالب محقة لأناس يعترضون على فتك الدولار بالعملة الوطنية؟، هل هم ذيول الانقلابيين الذين تحدث عنهم الرئيس دياب بعدما تلقوا ضربة موجعة على الرأس؟، هل سيحضرون غدا بلباس آخر في محاولة لافشال خطة تخفيض سعر صرف الدولار؟، فتنفيذ قرار ضخ العملة الخضراء يبدأ مطلع الأسبوع، ضمن قواعد وشروط قانونية تخفف من تأثير الصرافين غير المرخصين وبالتالي التلاعب بالدولار في السوق السوداء.
وعلى قاعدة اختلاف الألوان والتمييز العنصري، تستمر سياسة استسهال القتل في الولايات المتحدة. الشرطة تعدم بالنار شابا من أصول افريقية في أتلانتا، ما أعاد تأجيج الاحتجاجات التي انطلقت اثر خنق جورج فلويد قبل أيام.
وفي موقف غير مسبوق، علق الرئيس الروسي على ما يجري بالقول إن “ما يحصل في أميركا مؤشر على وجود أزمات داخلية عميقة”. وألمح فلاديمير بوتين إلى مصالح عميقة في الدولة العميقة، كانت وراء فشل واشنطن في محاربة كورونا، بالقول “نحن نخرج بأقل خسائر ممكنة، فيما لا تسير الأمور بهذا الشكل في الولايات المتحدة”، والسبب بحسب بوتين أن مصالح المجموعة والحزب هناك تولى أهمية أكبر من مصالح المجتمع.
أما من كان دائما أبدا حريصا على مجتمعه وأهله، فيطل للحديث عن آخر التطورات السياسية. كلمة لسماحة السيد حسن نصرالله عبر قناة “المنار” عند الثامنة والنصف من مساء الثلاثاء.