في عنق الزجاجة يحاول الأميركي خنق لبنان، بالأسلحة المحرمة اقتصاديا، نقديا، ماليا، سياسيا وأيضا اعلاميا.
أداؤه المتسلط يفرض على اللبنانيين مسارات جديدة لتبديد المخاطر التي تحيط ببلدهم، ولشد عضدهم أكثر نحو حلول تستبدل قلقهم على لقمة العيش بالاطمئنان، في حال اتفاقهم على ادارة الدفة من الغرب إلى الشرق.
مواجهة سطوة الدولار على المالية اللبنانية، طرح لم يعد مجرد فكرة بل حقيقة هزت كثيرين من المطبلين للمصالح الأميركية تشويشا وتضليلا لعزل لبنان عن محيطه وعمقه. وفي السياق دعا اليوم رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل إلى كسر الحصار، طارحا السؤال عن النيات من سن “قانون قيصر” ضد سوريا، والترويج له لبنانيا في محاولة لسد رئتنا مع العالم العربي، وقطع لبنان عن عروبته.
ولأن المخاوف تمد يدها أحيانا من غرف سوداء وصناديق جوفاء، فإن اللبنانيين معنيون أكثر بتوحيد رؤيتهم المالية وأرقامهم الحسابية. وفي الاطار لقاء بين رئيس الجمهورية والحكومة، لبحث مسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وفق خطة التعافي المالي المقررة.
في تعافي البلد من كورونا، تراجع في الاطمئنان أمام ازدياد منسوب الحذر بعد إعلان وزارة الصحة اليوم عن ست وعشرين اصابة جديدة، بينها أربع عشرة من المقيمين المخالطين تم تسجيلهم في أربعة أقضية. مؤشر يعيد عامل القلق إلى الواجهة من موجة غير حميدة، في ظل إعلان منظمة الصحة العالمية عن انتشار سريع جدا للفيروس في أميركا وبلدان عدة من منطقتنا، وعلى أبواب عودة مطار بيروت الدولي للعمل مطلع تموز المقبل.
صحيح أن الحذر من كورونا وجهود الحكومة ووزارة الصحة، أكسبتنا مستوى من الاطمئنان، ولكن من الجائر التفريط بذلك بين ليلة وضحاها بعدم الاكتراث وعدم الوقاية.