إنها الحرب الأميركية على اللبنانيين، وإن حاولت الناطقة باسمها دوروثي شيا تبريرها كل يوم باطلالات غير ديبلوماسية.
حرب التجويع والإفقار واستعادة طوابير الناس أمام البنوك ومحطات المحروقات والأفران، ثم تتباهى المندوبة السامية الأميركية بأن بلادها تدعم اللبنانيين بحفنة من الدولارات، فيما اثبتت التحقيقات أنها صادقة بعض الشيء، فدعمها المباشر أو عبر حلفائها لبعض الجماعات، تمثل بشبكات التخريب وتفتيت للبلاد والنفخ في أبواق الفتنة إلى حد الانفلات، وما كشفه وزير الداخلية محمد فهمي ل”المنار” عن شبكات أثبت تمويلها من أجهزة استخباراتية خارجية، هي ضمن السياق ذاته.
وللذين لا يفهمون من شيا إلا ادعاءها المساعدة للبنان، فهل الدولارات التي تعطيها لحلفاء لها سرقوها أو أهدروها، تقاس مع تلك التي تعطيها للاسرائيليين لقتل اللبنانيين والفلسطينيين بالسلاح والمال الأميركيين؟.
وإن كانت تدعي المساعدة، فلما ترفض بلادها المساهمة بحل أزمة الكهرباء أو النقل أو الأنفاق أو النفايات، بل وتمنع عن اللبنانيين أي مساعدة أو مقترح حل من دول أخرى؟، ولما هذه الاستفاقة اليومية للدفاع عن صورة بلادها، كلما مشى اللبنانييون خطوة جدية للحل من خارج الدائرة الأميركية؟.
وللأمانة فإن لشيا حلفاء مخلصون إن بالهدف أو النتيجة التي تريدها، قاصدون كانوا أم غير قاصدين، يعملون إلى تجويع شعبهم واستغلال وجعه وضعفه وضيق حاله، فأصابوه اليوم برغيف الخبز. تجار وأصحاب أفران ومرابون، لم يبدوا استعدادا لتحمل بعض النقص في الأرباح، حتما لا بالأصول، إلى أن يخرج البلد وأهله من عنق الزجاجة.
فطوابير الإذلال حطت اليوم أمام الأفران التي رفض أصحابها تسليم الخبز للموزعين، وحصروا بيعها في صالات عرضهم، ما عرض البلاد لخضة جديدة، سارع معها رئيس الحكومة إلى الإيعاز لوزير الاقتصاد والمدير العام للأمن العام بالتحرك للحفاظ على ما تبقى من الأمن المعيشي للمواطن. فحمى الله لبنان من بعض أهله، كما من حلفائه الأعداء.