احرق الدولار كل شيء، ووصل الى رغيف الفقراء.. ومشعلو النار، المتخمون، يتفرجون على الحكومة تحاول، والمواطن يكابد، والبلد يتخبط، وهم يصطفون سدا منيعا للدفاع عن رأس الارهاب الاقتصادي الذي يضرب البلاد والذي يصب الزيت على نارها – الولايات المتحدة الاميركية وسفيرتها.
وامام العاصفة التي تتلاعب بما تبقى من آمال، تبرع البعض باطلاق الرصاص على قدميه، معلنا من خارج سياق البحث الحكومي عن رفع سعر ربطة الخبز الى الـ”الفي ليرة”.. فاصاب جهد الحكومة الباحثة بين الركام المتروك لها عن حلول ما تسكن وجع اللبنانيين..
وما على اللبنانيين سوى الاسف كما رئيس حكومتهم، لان البعض يتمنون انهيار البلد اقتصاديا وماليا ويعملون لمنع اي مساعدة عن لبنان، بل يعملون لمنع اللبنانيين من استقدام اموال الى البلاد مع فتح المطار غدا، مثيرين شائعات عن تحديد الكمية المسموح ادخالها الى البلاد، فرد دياب وبالفم الملآن: ايها اللبنانيون القادمون أدخلوا الدولار الى البلد بالقدر الذي تشاؤون..
اما ما يشاؤه لبنان عند حدوده البحرية فلن يكون لغيره، مع رفض كل المحاولات الصهيونية للاقتراب من المياه اللبنانية المتنازع عليها للتنقيب عن الغاز، فأكد رئيس الجمهورية كما رئيس الحكومة قدسية السيادة الوطنية، وعدم التنازل عن اي حبة تراب او اي نقطة من مياهنا..
وعند نقطة كرامة هي خير من قنطار وظيفة، وحفاظا على السيادة التي تنتهكها ولا تزال السفيرة الاميركية في لبنان بمعاونة واصرار جوقات لبنانية متشعبة الاختصاصات، قرر القاضي محمد مازح الانتصار للسيادة الوطنية مجددا، وللهيبة القضائية ثانيا، معلنا استقالته من مهامه بعد احالته على التفتيش القضائي.. قاض حكم باسم الشعب، وثبت حكمه اليوم باستقالة تؤكد استقلاليته وترفع من مقامه القضائي والانساني..
في المنطقة، منطق صهيوني اميركي مع بعض العرب، يجعل فلسطين واهلها بل كل المنطقة امام مفترق جديد.. مشروع صهيوني لضم الضفة وغور الاردن يبدأ من الغد، فكيف سيكون غد الفلسطينيين والاردنيين، بل كل العرب والمسلمين؟