بحبر واضح ولغة صريحة ومبسطة، كان رد رئيس الحكومة حسان دياب على الرسائل المكتوبة بحبر سري كما وصفها، وعلى الممارسات الدبلوماسية المرمزة والمشفرة، وعلى المخططات التي تحاك، وعلى أوامر العمليات..
لم يفتتح الرئيس دياب بكلمته اليوم الجلسة الحكومية فحسب، بل افتتح مرحلة جديدة، محاصرا محاصري الحكومة المحليين منهم والدوليين، متوجها خطوة ضرورية نحو الخيارات العديدة، والاوراق الكثيرة التي سيكتب عليها رسائله كما قال.
هناك قرار كبير بحصار البلد سياسيا وماليا ومنع المساعدات لتجويع الناس، كشف الرئيس دياب، ويدعون انهم يريدون مساعدة الشعب اللبناني. يطالبون بالاصلاح ويمنحون الحماية للفساد والحصانة للفاسدين، ويمنعون الحكومة من الحصول على الملفات المالية لاستعادة الاموال المنهوبة.
هم يلعبون بالدولار لعبة مكشوفة، يطالبون باجراءات مالية، ويهربون الاموال الى الخارج ويمنعون التحويلات الى البلد لتجويع الناس ومنع الدواء وقطع الكهرباء، ويقطعون الطرقات، ويتحدثون عن حرصهم على لبنان ومساعدة شعبه.
وصفهم رئيس الحكومة ولم يسمهم، فاصابهم برسائله: سفراء وادوات، وسياسيين وموظفين، ومعهم الـمرْتوون من عرق الناس، الذين اعلن باسمهم سليم صفير الحضور الى اجتماع الحكومة لشرب كأس، بطريقة فيها الكثير من الرقص على جراح اللبنانيين..
ولبلسمة الجراح، وبحثا بخيارات جدية، كان استقبال الرئيس دياب للسفير الصيني في بيروت، (على أمل أن تسير الحكومة مع الصينيين على سكة حديدية تخرج البلد من النفق المعْتم). كما سيكون لرئيس الحكومة لقاءات مع وفد وزاري عراقي سيصل الى بيروت ..
الى عين التينة كانت وجهة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ، حيث كان اللقاء مع الرئيس نبيه بري على مدى ساعة ونصف، ووصفتها مصادر الطرفين بالايجابية.
ايجابية مأمولة في ظل صعوبة غير مسبوقة، دعت كتلة الوفاء للمقاومة الى التعاون لتجاوزها عبر تحمل المسؤولية واعطاء الاولوية للتصدي للغلاء والتعاون مع من مد يد الصداقة للبنان..
وبيد ممدودة لكل من يساهم بمحاربة الفساد ومعرفة ما تعانيه مالية الدولة والمسببات، قالت مصادر مطلعة للمنار ان حزب الله مع اي تدقيق مالي اكان عاديا أو مركزا اي ما يعرف بـ :forensic auditing