كان يكفي الحكومة تنويع الخيارات، لتربك المتربصين بها ضغوطا ومؤامرات.. ورغم الضيق الذي أطبق عليها تهويلا خارجيا وداخليا، فتحت خطا صينيا سريعا وآخر عراقيا جديا الى السراي، عله يسعفها بانقاذ ما امكن من اقتصاد ينهشه مفترسون متنوعو الاختصاصات ..
من على منبر السراي الحكومي كان كلام رسمي عراقي عن عروض جدية لتعاون تجاري عراقي لبناني يمد في شرايين الوطن المتقلصة الى حد العتمة بعض النفط العراقي مقابل منتجات زراعية وصناعية لبنانية، مع فتح الاسواق العراقية امام الشركات اللبنانية .
عرض حمله وزيرا النفط والزراعة العراقيين، الى الحكومة اللبنانية ووزرائها المعنيين، واسمعوه لرئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي بارك الخطوة التي طالما نادى بها..
والى الحركة الوزارية العراقية، اخرى صينية على مستوى السفير، الذي انطلق بخيارات جدية الى السراي الحكومي، قادرة على مسابقة الظروف اللبنانية الصعبة، بقطار صيني سريع، ملحق بحل جذري وسريع لازمة الكهرباء التي تستنزف البلاد بقرار خارجي وادوات محلية.
وفيما يتسلق اللبنانيون الجدران الاقتصادية الشاهقة، المبنية من دولار ومحتكرين وسماسرة وتجار سياسية وبنوك ومال، يبقى الامل ممكنا إن أحسن المعنيون الخيار، ونظروا بكل الاتجاهات لانقاذ البلاد. هو واجب الحكومة اولا، بعد ان ارست قواعد اشتباكها، واشاعت الصراحة بين مكوناتها الا خيار سوى الصمود الى جانب اللبنانيين، لانقاذ ما امكن رغم كل الضغوط.
ورغم كل امنيات البعض وما أشيع من خيارات سوداء صوبت نحو الحكومة، فانها حكومة راسخة راسخة على ما قالت مصادر متابعة للمنار، مضيفة ان كل ما تم تداوله عن انتهاء وقت الحكومة الحالية لا يعدو كونه زوبعة في فنجان ..
حكومة تقرأ مع المواطنين من كتاب الوجع ذاته، لذا فهي معنية بالاسراع للتخفيف من آلامهم، ان عبر السلة الغذائية التي يتأرجح بها عتاة التجار، او عبر كبح جموح الدولار الذي تبين اليوم بتهاوي سعره من العشرة آلاف ليرة نحو السبعة آلاف، ان اغلب وقوده سياسي، وأكثر حركته مفتعلة..