بوجه أسنة الحصار الاميركي وحرب الدولار يقف لبنان شعبا وحكومة.
ليس من السهل اجتياز هذا الامتحان الذي تستعمل فيه واشنطن ابشع اساليبها ، ولكن لم تنفد الحيل ولا الوسائل، فللبنان اوراقه الناصعة واصدقاء حقيقيون، يبادرون، يعاونون، ويتقدمون في مد يد المساعدة ، فبعد الوفد الوزاري العراقي، وجولة السفير الصيني على المسؤولين، جولة للسفير الايراني بعنوان الاستعداد لشتى انواع المساعدات.
ومع هذا المشهد، تعزز الحكومة ثباتها، تواجه اعيرة مختلفة من الاستهداف، وتصد الاحكام الاميركية المبرمة عليها، وتقف امام اكثر الاختبارات دقة وصعوبة: ملف الكهرباء، وتنظيم قطاعها ، وتعيين مجلس ادارتها .. هذا الملف المتوارث بكثير من الاثقال، الذي انهك الخزينة بالمليارات واطال ساعات الظلام، فلو قدر لمجلس الوزراء اجتيازه بسلام وأحسن تدبير مساره لكان ذلك اكثر من انجاز قياسا للتحديات..
على جدول الجلسة غدا، التدقيق المالي في محاولة حثيثة للبحث عن مليارات الخسائر المهدورة بين الدفاتر والصفقات وخلف الابواب الموصدة، وايضا بند تأمين المواد النفطية التي تأخر بعض بواخرها بعرقلة من نيويورك.
وبقرار من مصرف لبنان رفع دولار السلة الغذائية الى ثلاثة الاف وتسعمئة ليرة: سعر في هدفه تامين حاجة محددة من السلع، وفي باطنه وداع مرير لما سبقه من تسعيرات : فالى اي سقف صرف نسير؟ ومن سيصارح المواطنين بان الحلول غلت ايديها اميركيا؟ وبأن المصارف نالت براءة من اعدام حق المودعين في اموالهم ؟
في المنطقة، سطور من الامام الخامنئي الى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية تؤكد المؤكد وتواصل المدد: الجمهورية الاسلامية لن تدخر جهدا لدعم المقاومة التي انجزت الكثير في وجه العدو.
هو العدو الذي تتسابق ثلاث دول عربية على اعلان غض الطرف عن اجراءات ضم الضفة والاغوار مختزلة ارادة شعوبها الى جانب الشعب الفلسطيني.