Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “المنار” المسائية ليوم الأحد في 12/07/2020

أربعة عشر عاما، ولن تخون الذاكرة ولن يجحد التاريخ، هو اليوم المجيد الحي في كل النفوس الأبية، هو توقيع الأحرار بيراع الصدق بأن العهد كان مسؤولا وأن الوعد كان مفعولا. رجال صدقوا، تيمموا فجر الحرية، وانطلقوا ببسم الله، ثم ختموا بحمد الله وبنصر مبين لن ينقص من رفعته تحريض ولا خيانة ولا غدر وترهيب.

في الثاني عشر من تموز 2006، كان للمقاومة ما أرادت، أسرت جنديين صهيونيين لإطلاق سراح أسرانا، وانطلقت مع شعبها وأهلها والجيش في مسار الدفاع الشريف عن سيادة لبنان، أمام عدوان همجي تكبد فيه العدو الخسائر والفضائح مقابل المفاجآت المدوية، وانكشفت فيه سرائر خطيرة في نفوس عميلة لما امتهنت من تآمر على الأبرياء وحرضت عليهم بشعارات ستبقى وسم عار على جباه مطلقيها أينما ذهبوا وأينما حلوا.

بحلول هذه المناسبة العظيمة، التي كتب الله النصر فيها على يد المقاومة والصابرين، نظرة إلى لبنان اليوم، البلد الصامد بعنفوان أمام موجات التحديات، الفارض للمعادلات العصية على الاختراق، المعادلات التي إن اخترقت يكون الحساب عسيرا، ولو استطاع العدو كسرها لما كانت جدرانه على الحدود مرتفعة وقواته مستغشية حصونها ودشمها، ولولا متانتها لما كان سلاح الأميركي اليوم ضد لبنان الدولار بدل النار.

العدو نال نصيبه من العبر في العام 2006، وحين استخلصها أدرك عمق مأزقه، أما في لبنان فالبعض مصر للأسف على السباحة طويلا في خيبة استدراج المؤامرات التي لم تعد تل أبيب نفسها مؤمنة بنجاعتها.

في شأن اخر، امتحان يضع اللبنانيين على المحك في مواجهة خطر داهم يحمله فيروس كورونا: مئة وست وستون إصابة جديدة تفاقم الوضع بصورة جنونية، وتنبئ بتدهور صحي خطير. فلماذا يصر البعض على الأذية فلا يلتزم بإجراءات الوقاية، بل يصر على الزيارات وحضور الحفلات والأعراس والتنقل بعيدا عن محجره الصحي؟، وبأي شرعة سماوية وأخلاقية وقانونية يتسلح هؤلاء؟، ألا يخشون على قريب لهم من الموت جراء استسلامهم للجهل؟، وألا يحق لغيرهم العيش بسلامة بعيدا من المرض وهو الهارب من ظروف معيشية رهيبة؟.