نحن بتنا في حالة من التفشي المجتمعي لوباء كورونا، قالها وزير الصحة حمد حسن آسفا، فيما الشعب المأسوف عليه يمعن بزيادة العبء على نفسه، متمسكا بعاداته الاجتماعية على حساب سلامته الصحية.
عداد الاصابات بات متفلتا، والارقام المعلن عنها اليوم والتي فاقت المئة وستين حالة توضح بعضا من حجم الكارثة، وللحد منها كان قرار لجنة ادارة الكوارث في الجنوب بعزل بعض القرى والبلدات ، عسى ان تنجح الاجراءات بالحد من الانتشار الذي يغطي مختلف المناطق والبيئات.
البلد في منعطف خطير اذا، واخطر ما في الامر ان الاجراءات الفردية وحتى الحكومية دون مستوى الازمة.
في الازمات الموازية فان وباء الاحتكار والسمسرات المتفشي في كل القطاعات بقي مستحكما بمادة المازوت، ولم تفلح الاجراءات الامنية المرافقة للتوزيع بضبط انعطافة الصهاريج الى السوق السوداء.
اما اللحم المسود من العفن والذي يباع للمواطنين من قبل بعض المجرمين، فقد عاد ليظهر وبكثافة في أكثر من مخزن ومحل توزيع ، وبعد مداهمات اول من امس التي نفذتها وزارة الصحة كانت مداهمات وزارة الاقتصاد اليوم وبحصيلة لا تقل خطورة عن سابقاتها.
في السياسة زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ( Jean-Yves Le Drian ) الى بيروت لم تطابق خواطر التحليلات التي سبقتها، ومع انها شكلت اول اختراق دبلوماسي اوروبي للجدران الاميركية المطوقة للحكومة اللبنانية، فلم تخرج الزيارة عن اطار الوعظ والتنظير، وربط الامور بصندوق النقد الدولي، من دون ان يربط بلاده باي التزام بالمساعدة للبنان سوى بالعواطف والرجاء، لكن افضل ما قاله لودريان للبنانيين بعد جولته على الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية، انه عليكم ان تساعدوا انفسكم.
وللاسف تبقى العادات السياسية اللبنانية على حالها، نركض خلف الوعود ونزهد بالموجود، فما وجد من عروض حقيقية صينية وعراقية وايرانية ما زالت جدية جدا، ولا يلزمها سوى بعض الجد والاجتهاد بل الجرأة من بعض المعنيين في لبنان ..