إنها البلطجة الاميركية التي لم تكتف بعمل قطاع الطرق السياسية او البرية او البحرية، بل تعدتها الى تلك الجوية، وكادت أن تحدث كارثة بطائرة مدنية .
ووفق خارطة الحادث الذي وقع مساء امس، فإن طائرة مدنية ايرانية في المجال الجوي السوري، ركابها لبنانيون وايرانيون متوجهون الى بيروت، اعترضتهم طائرة عسكرية اميركية في مهمة قالت ادارتها إنها روتينية . فوفق اي قوانين دولية او اعراف؟ وماذا عن قوانين الملاحة الجوية وسلامة الطيران المدني وسيادة الدول؟ خاصة وان الطائرة ملتزمة بكافة شروط الملاحة الجوية ووفق خط مدني معروف.
فهل ما جرى اقل من ارهاب دولي تمتهنه واشنطن؟ وهل من صوت يعترض على هذا الحادث الخطير؟ او يواسي الجرحى الذين كانوا على متن الطائرة وجلهم لبنانيون، وبعضهم يخضع لعمليات جراحية حساسة؟ وان كانت قد نجت الطائرة بحرفية قبطانها، فماذا لو تكرر الحادث وكانت النتيجة كارثية؟
اسئلة ليست للبنانيين السياديين ولا المحايدين، إنما للتذكير بأن الارهاب الاميركي وربيبه الاسرائيلي لم يحيدوا عن سلوكهم، وهم يلعبون في الوقت السياسي الاميركي القاتل، بفتائل قد تنزلق عن حدود الاستعراض الانتخابي؟
متخطيا حدود النصح والتأنيب أنهى وزير الخارجية الفرنسي زيارته الى لبنان مبشرا ان البلد على شفير الانهيار وان الحلول معروفة كما قال. وهل احد من اللبنانيين كان ينتظر رأس الدبلوماسية الفرنسية ليخبره بهذه الحقيقة؟
أما حقيقة الزيارة فقد انتهت بخمسة عشر مليون دولار للمدارس الفرنكفونية، والكثير من الاسئلة عن طبيعة الدور الفرنسي في لبنان والهامش المعطى له اميركيا..
أما محليا فلا هوامش للتفلت امام اللبنانيين، لأن كورونا استحكم انتشارا في مختلف المناطق، ولا من يتصرف على مستوى الخطورة، والامل بألا ننتظر لكي يرتفع عداد الوفيات حتى نشعر بخطورة المرحلة.
اما الذين لا يملكون شعورا ولا احاسيسا فنذكرهم بأوبئتهم المستمرة: مزيد من اللحوم والمواد الغذائية المنتهية الصلاحية، واستمرار قرصنة البنزين والمازوت، والتسبب بعتمة مظللة لطقس حار وعوز اقتصادي..