بأزمات مركبة، يقابلها حث على التضحية، حل عيد الأضحى المبارك على اللبنانيين. تجربة هذا العام ليست معهودة في مثل هذه الأيام، لكن الأمل يبقى كبيرا بأن تزول المحنة الملبدة في أجواء لبنان، ليسيطر الرجاء، وتصفى النفوس، ويفوز حب الوطن، وتنتهي أزمة كورونا، وينخفض سعر الدولار، ويفك أسر الودائع، ويفيض المازوت والبنزين من خراطيم المحطات، وتزداد ساعات التغذية بالكهرباء، ويفك الحصار الجائر، وتسود العدالة، وغير ذلك كثير، قبل ان نختم بالدعاء كي لا تطول معاناة المواطن وخوفه.
نعم، ما أصعب أن يصنف ما أوردناه في خانة الأحلام، وما أقسى أن لا يأتي اليوم الذي يرى فيه اللبناني فاسدا ومحتكرا ومستغلا وراء القضبان. فالى متى سيذهب صبر الناس سدا؟ والى متى سيبقون شهودا على اغتيال آمالهم ومطالبهم أمام أعينهم؟
في الأضحى، خطباء العيد أكثروا الدعوة لحل المعضلات الاقتصادية، والتي تفرضها الإدارة الأميركية بالحصار وفق المفتي قبلان الذي اعتبر ايضا ان قصة الحياد قصة مستحيلة وغير ممكنة على الإطلاق.
صحيا، امتزجت إجراءات كورونا مع عطلة العيد، فكان الالتزام بالإقفال العام فارضا نفسه في مختلف المناطق، وذلك بعدما كادت تخيب بالأمس كل الآمال جراء نظرة البعض الى مواجهة الفيروس وكأنها دلع، بيد انها وسيلة لإطفاء الوجع، ولتطويق الجزع، الذي يجتاح المناطق منذرا بالأسوأ.
في فلسطين تكبيرات العيد ارتفعت عاليا من الأقصى الأسير، وغزة المحاصرة، مدوية في آذان الاحتلال الذي يلاحقه الخراب من داخله. أما في اليمن، فالسؤال عن الفرحة المنغصة بالأحزان منذ بداية العدوان السعودي الأميركي، وكذا في العراق وسوريا حيث المحاولات الصادقة لصون الانتصار.
الى الجمهورية الإسلامية في ايران التي حين ضحت فازت، وما زالت تقطف الثمار رغم شدة الحصار وكثرة الأعداء. واليوم، الإمام السيد علي الخامنئي ثبت المعادلة: التفاوض مع اميركا يعني مطالبتها بالمزيد من تخلي ايران عن قدراتها الدفاعية والإقليمية والوطنية. أما ما يلزم للمواجهة فهو الاتكاء على القدرات الوطنية وهي عظيمة، وعلى العلاقات مع الدول الصديقة، قال الإمام الخامنئي.