قيل إن الرجل بلا أعداء هو رجل بلا قيمة، ولقيمة بلدنا كثر أعداؤه الخارجيون، الا أن الرئيس العماد ميشال عون حذر في عيد الجيش من أعداء لا يتسللون من ثقوب أسوارنا، ولا يأتوننا بالبوارج أو الطائرات.
فالعدو الاول- يقول رئيس الجمهورية- هو الفساد المستشري في المؤسسات والنفوس ومن يتلاعب بلقمة عيش المواطن، ويساهم بضرب العملة الوطنية، ويطلق الشائعات لبث اليأس في النفوس، ومن يجول دول العالم محرضا ضد وطنه وأهله.
وبناء عليه، المهمة الأصعب هي في تشخيص أعداء الداخل، فلبنان بثلاثيته الماسية من جيش وشعب ومقاومة هزم العدو التكفيري، ودحر العدو الصهيوني في عام ألفين وتموز ألفين وستة يخبر عن ملاحم رجال الله، وتموز اليوم يحدث عن كيان يتوسل “حزب الله” حتى لا يطلق النار نحوه- تقول صحيفة معاريف الصهيونية-، وتضيف ان الأمين العام ل”حزب الله” انتصر في حرب الأعصاب، وأجبر الدولة الأقوى في الشرق الأوسط على أن تبقى متوترة ومتأهبة بانتظار الرد.
على اننا في لبنان بحاجة أيضا الى تأهب على أعلى المستويات لمواجهة فيروس كورونا، العدو الخفي الجلي في آن واحد، الذي يفعل فعلته ويتسلل الى كل مكان في العالم. ومع هذا الاستهتار وعدم مراعاة قواعد مواجهة الوباء الفتاك، يصح القول هنا: لقد بحثنا عن العدو ووجدناه، إنه نحن. أرقام متزايدة من الإصابات والوفيات نخسر معها ما كسبناه في الجولة الأولى، يوم كدنا أن نصل الى صفر إصابة في مواجهة المرض الذي يتوقع أن تمتد آثاره لعقود وفق منظمة الصحة العالمية. فيروس يتخوف مراقبون صهاينة ان يتسبب بحرب أهلية في كيان الاحتلال ويهدد الانتخابات في الولايات المتحدة الاميركية التي تجاوز عدد الوفيات فيها المئة وخمسين ألفا حتى الساعة.