فوق الركام واوجاع الناس يحاول بعض اللبنانيين رفع راياتهم السياسية الذابلة، غير معتبرين ولا متعظين من أن اللعب بمعاناة الناس لا ينقذ بلدا ولا يعوض لهم فشلا.
وبدل أن يفرض هول الكارثة على الجميع الهدوء والتكاتف للملمة الاشلاء والجراح، اصر البعض على تعميق الجرح والدوران في فضاءات من الخيال بل الوهم السياسي .
وفيما يهم اللبنانيون بالبحث بين الانقاض عن بقايا الشهداء والمفقودين، ويعملون ما أمكن لمداواة الجرحى والمشردين، ويعينهم بعض الاصدقاء بمساعدات عاجلة ومستشفيات ميدانية، كانت زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل مكرون الى الميدان اللبناني فاتحا تحقيقا سياسيا وآخر خبراتيا في موضوع انفجار المرفأ وما سبقه وتلاه من انفجارات سياسية واقتصادية.
باسم مساعدة الشعب اللبناني في هذه الظروف الصعبة بدأ الرئيس الفرنسي زيارته الى بيروت، وبالدعوة الى الاصلاح اكمل الجولة وصولا للدعوة الى ميثاق سياسي جديد بين اللبنانيين، بمهلة حتى ايلول ليعود الزائر من جديد مطلعا على فكرته التي اودعها اللبنانيين.
خطاب جديد بدأ اللبنانيون البحث بين احرفه، وكل يؤوله على ليلاه بل على امنياته.
وبين ميدان الانفجار وترددات شوارعه جال ماكرون مستمعا للاصوات اللبنانية الصاخبة او الغاضبة، قبل اللقاء بالرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا حيث تحدث بصراحة معهم كما قال ، وأكد على وقوف بلاده الى جانب لبنان الذي لن يكون وحيدا كما قال. اما طلب الرئيس اللبناني من نظيره الفرنسي فكان بأن تساعد دولته اللبنانيين بإعطائهم صور الاقمار الصناعية لحادثة المرفأ.
ماكرون اكمل الزيارة بلقاء في قصر الصنوبر جمع ممثلي الكتل الكبرى في البرلمان وبينهم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد وعدد من رؤساء الاحزاب.
ومع تعداد الملفات وحول آخر التطورات يطل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله عند الخامسة والنصف من عصر غد الجمعة عبر شاشة المنار، في حديث الصراحة والامل الذي هو احوج ما يكون اليه اللبنانيون في مثل هذه الايام.