يبدو أن انفجار مرفأ بيروت قد أيقظ بعض العالم لإعادة حساباته تجاه لبنان، ولو مرحليا أو حفاظا على مصالحه، لكنه لم يستطع أن يوقظ بعض اللبنانيين من حساباتهم الخاطئة.
ومع صعوبة الحال الخانقة للجميع، ومع مد اليد العالمية للمساعدة لتخطي هذه الكارثة، يواصل بعض اللبنانيين إفلات أيديهم من المسؤولية لحسابات شخصية وشعبوية أو بإيعازات داخلية أو خارجية.
اجتمع المانحون الدوليون عبر تقنية الفيديو، وأعلنوا عن مساعدات ستقدم للبنان عبر الأمم المتحدة منعا لسقوط البلد في العنف وفوضى، وكانت الكلمات للرئيس العماد ميشال عون ولرؤساء وملوك عرب والرئيسين الفرنسي والأميركي والأمم المتحدة ودول صديقة للبنان.
والصدق أن كل المساعدات غير قابلة للإنقاذ إن لم يقتنع اللبنانيون أنهم معنيون بانقاذ أنفسهم وبلدهم. فبدل الإسراع لردم الحفرة التي تسبب بها الانفجار ورفع الركام من الطرقات، بدأ على عجل تعميق الحفر السياسية، واستغلال الشارع أبشع استغلال من قبل محازبين معروفين يريدون إحراق البلد ليدفئوا زعماءهم من البرد السياسي القارس الذي يصيبهم.
على كل حال ما زال الشعب الجريح والجيش والقوى الأمنية يدفعون ضريبتي الانفجار والتخريب في بيروت، جرحى وشهداء واستنزافا لطاقاتهم، وما زال الراقصون على الدم يعتلون المنابر ويقدمون استقالات شعبوية بدل تحمل المسؤولية.
رئيس الحكومة جمع وزراءه في السرايا وتباحثوا في امكانية البقاء على موقف واحد حتى انجلاء الصورة خلال نقاشات مجلس الوزراء غدا. ورئيس المجلس النيابي فتح أبواب المجلس لمساءلة الحكومة حول الانفجار ابتداء من الخميس، وحتى ذلك الحين، فإن المشهد السياسي مفتوح على العديد من السيناريوهات.
وللعلم فإن المشردين جراء الانفجار زاد عددهم بسبب تواصل عمليات التكسير وسط المدينة المحطمة، والجرحى إلى ازدياد وأغلبهم من الجيش والقوى الأمنية، إضافة إلى استنزاف القطاع الصحي والمستشفيات.