عند الرابع من آب فاضت مشاعر اللبنانيين حزنا على الضحايا، وألما على ما حل بعاصمتهم من خراب.
وبعد اسبوع على الفاجعة تواصل القوى الحريصة على البلد لملمة الجراح ورفع الانقاض وكشف مصير المفقودين، ويواصل آخرون اقتناص فرصة هذه الحادثة ليمارسوا هوايتهم الدائمة بالرقص على الدماء.
ولا يزال السياسي التاجر يضغط على جرح الضحية بيروت، وينكأ به لعل ذلك يساهم في ايصاله الى مراده، ويرافقه الاعلام الفاجر الذي أخذ من اول لحظة – وبناء على امر عمليات معروف – في توظيف الحادثة ورمي سهام الاتهام السياسي بفجور ليس له حدود، متماهيا مع السياسي التاجر في الرقص على اشلاء الضحايا، غير آبه بكل المشاعر الانسانية، وضاربا عرض الحائط بكل المعايير الاعلامية والمهنية.
والحقيقة التي يعرفها الشعب اللبناني الجريح والمصاب بعاصمته، ان هؤلاء ما هم سوى ادوات يريدون الاستثمار في هذه الحادثة المأساوية على حساب آلام الجميع، ولا هم لهم سوى تحقيق مآربهم الدنيئة في لحظة طغت فيها مشاعر التضامن الانساني على كل ما عداها.
اليكم ايها الراقصون على الدماء والاشلاء، والمستثمرون في جراحات الناس، العابثون الذين لا هم لكم – وان احرقتم البلاد والعباد – سوى المال والسلطة وممارسة هواياتكم المترفة، حتى لو أخذت البلد الى فتنة لا تبقي ولا تذر، سيبقى محكمو لغة العقل والحلم والحكمة متمسكون بها لانقاذ البلد، ولو سولت لكم انفسكم امرا آخر.
وامام الحال التي تحكم البلاد، تذكير بالآية الكريمة من كتاب الله: فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم، واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين.