عمليات رفع انقاض انفجار بيروت مستمرة، وعمليات الترميم والايواء قيد الكشوفات، فيما محاولات ترميم المشهد السياسي بعد الانفجارات المتتالية بدأت.
وقبل الجلسة النيابية غدا على النواب المستقيلين العودة عن استقالتهم، نصيحة ليست من رئيس مجلس النواب بل ممن حرض الشارع وساهم بتوجيه الغضب والشغب ضد المجلس، وممن وعد الغاضبين بموقف كبير خلال ساعات، وتمايل على الشاشات داعيا الى استقالات جماعية وواضعا استقالة نوابه في جيبه كما قال. فهل هو مجيب الهاتف الذي يحرج هؤلاء، فيضطرون الى تقليب المواقف وفق الرسائل الواردة من خلف البحار، ام انه الابحار السياسي المتعجل في كل مرة هو من يغرق هؤلاء؟
أزمة لم تقف عند حدود تبدل المواقف بل معاودة الاشتباك السياسي بعد كل هدنة معلنة بين الحلفاء لم تستطع الصمود لساعات، حيث اعلن رئيس حزب القوات سمير جعجع عن موقفه الرافض لعودة رئيس حزب المستقبل سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، داعيا الى حكومة جديدة تماما.
تماما كما كل مرة يعود المشهد اليوم، استغلالا للدماء، ونفخا بابواق التحريض والتجريح، والمشكلة ان هناك اناسا ينطلقون من المعطيات نفسها ويتصرفون الاداء نفسه، ويتوقعون نتيجة مغايرة.
على غير مقلب، كانت الاولوية الوطنية هي اغاثة بيروت المنكوبة، والبحث عن المفقودين ومداواة الجرحى ومساعدة المتضررين وايواء من فقدوا مساكنهم بحسب كتلة الوفاء للمقاومة التي دعت في بيانها الى اعلى درجات التضامن الوطني، والاسراع في تشكيل حكومة قادرة وفاعلة.
الكتلة التي حيت جمهور المقاومة على صبره وتحمله للاستفزازات السياسية والاعلامية النافرة، أكدت أن لا شيء يبلسم الجراح الا الوصول الى حقيقة ما جرى عبر التحقيق الوطني العادل وانزال اشد العقوبات بالمتورطين مهما علا شأنهم.
في شأن التحقيقات علمت المنار ان النتائج الاولية اظهرت أن لا اعتداء جويا ولا ارضيا تسبب بانفجار المرفأ، وان التوجه هو لاستدعاء وزراء الوصاية على المرفأ والجمارك الذين تعاقبوا خلال السنوات الست الماضية.
ومع سني النصر الاربع عشرة على العدوان الصهيوني ضد لبنان، وفي ظل تراكم التطورات يطل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله عند الثامنة والنصف من مساء بعد غد الجمعة عبر شاشة المنار.