في كل بيت عاشوراء، وفي كل قلب كربلاء. تحل الذكرى بعبرة وعبرة، تحيينا بتعاليمها، ونحييها بمعانيها ثورة وإيثارا، والتزاما بنهج سيد الشهداء الذي ضحى بنفسه وأهل بيته قرابين لكي ينجو الدين وتنجو الانسانية.
تحل عاشوراء هذا العام وسيف الامام الحسين ما زال يمتشقه المقاومون، ومنبره يعلوه العارفون، وراياته مرفوعة في كل ساحاتنا والميادين. ومراسم الإحياء برسم جديد يزيد من وهجها، وإن ضيقت الأوبئة على المحبين.
تحل عاشوراء هذا العام والتعاليم المأخوذة منها هي التضحية بمواكب حزننا لكي لا نحزن إمامنا باصابة المؤمنين بكورونا، وهم المصابون بالكثير من البلاءات، نحييها في بيوتنا وقلوبنا المعتصرة على الجموع الحسينية، المتطلعة إلى تعاليمها وأهدافها الحاضرة في كل بيت ومجلس رفعناه باسم سيد الشهداء.
نحييها هذا العام، وككل عام، مع حفيد الامام الحسين عليه السلام سيد المقاومين، السيد حسن نصرالله الذي يفتتح المجالس العاشورائية باطلالة عبر “المنار” عند الثامنة والنصف مساء.
عند السادسة من صباح الغد، يبدأ الاقفال العام لأسبوعين، ضمن خطة الدولة لمواجهة جائحة كورونا المستفحلة، والوضع على حاله بازدياد عداد المصابين، وعدم تجاوب المواطنين، واستخفاف بعض المعنيين.
سياسيا، ورغم جدية المعنيين، فلا جديد على خط تأليف الحكومة، ولا حسم في شكلها ولا اسم رئيسها إلى الآن، وإن كان الرئيس سعد الحريري- المرفوض من قبل “القوات اللبنانية” والذي لا يبدي “التيار الوطني الحر” حماسة له- هو أبرز الأسماء المطروحة.
وعلى العناوين المتفق عليها، تتواصل اللقاءات وتتفعل المشاورات على أعلى المستويات في الأيام المقبلة لتذليل العقبات، أملا بتحقيق اختراق قريب، عسى أن يحظى البلد بحكومة فاعلة، بعد أن فعلت كل أنواع الأزمات فعلها بالبلد وأهله.