Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “المنار” المسائية ليوم الأحد في 23/08/2020

لم يبق في اللغة ما يكفي لوصف حجم اللامسؤولية في مواجهة كورونا، وإفراغ قرار الإقفال العام وتحويله إلى ما يشبه المزحة.

في المشهد، بلديات تركت وحيدة للتصدي، فيما الجهات الأخرى المعنية بفرض الإقفال تبدو كأنها تغض الطرف عن شوارع ومواطنين مخالفين وأكثر من ذلك. فكيف سيصدق المواطنون الخائفون على صحتهم أن احدا من هؤلاء لم ير أسواقا مفتوحة على مصراعيها، وفيها آلاف المتسوقين، بل أمواج بشرية من دون وقاية ولا تباعد، كما كانت الحال اليوم في سوق صبرا الشعبي.

ما الذي يحصل هنا؟ أهو فرض للاستسلام أمام العجز، أم تهامل وتهاون وتقصد لفتح الساحة الصحية والطبية على المجهول بأسلوب غير مقدر للعواقب؟.

حتما، لبنان غير قادر على تحمل تكاليف ما يجري. ونسأل: ألا يكفي تسجيل أكثر من ستمئة إصابة يوميا ليعي البعض حجم الخطر؟، وهل من الضروري أن نسجل ألفا أو ألفين وأكثر من عشرين وفاة في اليوم، ليعترف المتعالون على الطب والصحة والكيمياء والفيزياء بأن كورونا فيروس حقيقي قاتل عابر للأرض، وقد لا تنفع معه جرعة واحدة من اللقاح مستقبلا، إن توافرت لقاحات فعالة؟.

على اللبنانيين المتخلين عن مسؤولياتهم، بل المتجرئين على ارتكاب الأذى، أن يعوا أنهم ليسوا أبطالا خارقين أمام جسيم قاتل لا يرى إلا بأدق المجاهر، ولا أن بلدهم حالة استثنائية في تحمل تداعيات كورونا، بل هو أكثرها عرضة للضرر نظرا لأزماته المتراكمة.