IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “المنار” المسائية ليوم الثلثاء في 01/09/2020

مئة عام من عمر وطن، الا تكفي للرشد والاعتبار.

مئة عام عامرة بكل الوان الحوادث والاحداث، الا تكفي لترتيب صورة تليق بهذا الوطن، عبر حفظ حقوق جميع بنيه بالمساواة والتساوي، وحفظ الانجازات وجميل الانتصارات على كل الاعداء، وبناء وطن المواطنة الحقيقية، الذي اسماه اهله لبنان الكبير؟..

في مئوية لبنان حضر الفرنسي برئيسه وطائراته ومساعداته ليزرع ارزة في جباله، ويعظ سياسييه بل ليحذرهم اذا لم يترفعوا فوق المصالح الخاصة، سيكونون قد خانوا الوعد ولو بعد مئة عام .

زيارة للرئيس الفرنسي في ذروة الوجع اللبناني: من الجبال وارزها المنسي، الى المرفأ وركامه الحزين، الى الفن الذي صرخ باسم لبنان عاليا وسمعه العالم كله، ولم يسمعه لبنانه الرسمي، وانتهى المطاف الى طاولة تجمع الاحزاب بخلافاتها واختلافاتها.

وما بين ذلك كله فتش عن دولة تكفل اهلها على مدى مئة عام بذر كل انجاز لهم في هواء الاختلاف، وضرب كل عناصر قوتهم بترف المناكفات، وخسارة كل مصادر رزقهم بالمقامرات او النهب والسرقات.

فهل نحن عاجزون الى هذا الحد؟ وما هو الحد بين انقاذ الوطن وسيادته، وشكر كل يد تمتد للمساعدة.

على ساعد بعض بنيه بقي هذا الوطن، وبجزيل تضحيات كل اهله ينبت الامل من بين ركام الازمات، شرط ان يبقى: شيخنا والفتى عند صوت الوطن، أسد غاب متى ساورتنا الفتن..

في الحكومة المبنية على صوت الامل بترميم ما امكن من جسد الوطن المحترق بالازمات، ينطلق رئيسها المكلف باستشارات نيابية غير ملزمة لبلورة صورة حكومته التي ان حماها مناخ التكليف فلن يطول التأليف.

استشارات ستعقد في عين التينة غدا لتضرر مجلس النواب من انفجار المرفأ، ولا ضير بوضوح وصراحة النقاش بين الرئيس المكلف مصطفى اديب وسائر الكتل النيابية، لعلنا نستخلص شعورا بالمسؤولية للاسراع في تشكيل حكومة يسابقها الوقت والنزف.