نسخة كربونية قاتمة السواد عن الرابع من آب طبعت يوم اللبنانيين، بالزيوت المحترقة والاطارات المطاطية ومستحضرات التجميل، ومن دون هزة ارضية ولا صوت انفجار ولا نيترات..
لكن دوي الحريق اليوم كان أكبر من كل انفجار، وان حالت العناية الالهية دون وقوع مجزرة بمئات العمال الموجودين في المرفأ، او تمدد الحريق الى عنابر تحوي مواد قابلة للانفجار.
اما بيروت فغصت بخيبتها اكثر جراء الاهمال ، وبدت النيران كأنها تلتهم ما تبقى من احلامها وآمالها، وهي التي لم تكمل بعد تضميد جراحها، ولم تنج من المستثمرين باوجاعها..
حريق اتى اولا على اعلى درجات الاستنفار لكل الاجهزة الامنية والمعنية في مرفأ بيروت دون استثناء، ومعهم كل الاجهزة الدولية الحاضرة ببوارجها ومعداتها واجهزة استخباراتها.
دخان الحريق غطى سماء العاصمة والعديد من المناطق اللبنانية، كما زاد من السواد القاتم المسيطر على عقول وقلوب بعض السياسيين والاعلاميين المستثمرين بكل شيء.
تمكنت فرق اطفاء الدفاع المدني وفوج اطفاء بيروت وفوج اطفاء الضاحية والعديد من فرق الاسناد من السيطرة على تمدد النيران الى عنابر اخرى، فيما عمليات اخماد ما تبقى من الحريق متواصلة. والواجب أن لا تتأخر التحقيقات بمعرفة اسباب اندلاع الحريق الذي اعادوه مجددا الى فعل “تلحيم”، وأن لا يعييها الوقت كما اصاب الكشف عن اسباب انفجار الرابع من آب.
رئيس الجمهورية سارع الى دعوة المجلس الاعلى للدفاع الى الانعقاد في قصر بعبدا منذ السابعة مساء، لكي لا نصبح على كارثة جديدة تصيب البلاد بمزيد من الضحايا، على ان الضحايا المعنويين لهذا الحريق هم كثر.
وحتى ينجلي دخان الحريق عن الاسباب والتداعيات، فان السؤال عن موعد انجلاء الضباب الذي يصيب الصورة الحكومية، المطوقة بنيران سياسية كالعقوبات الاميركية، ونيران المرفأ المتجددة وعمليات الاستثمار فيها.
ومن بين كل هذا الدخان، كانت زيارة اللواء عباس ابراهيم الخاطفة الى باريس بعنوان حكومي، حيث علمت المنار من مصادر متابعة بتأكيد الفرنسيين على الاستمرار بمبادرتهم ودعوتهم اللبنانيين للاسراع بتشكيل حكومتهم.