IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “المنار” المسائية ليوم السبت في 19/09/2020

إنها الدولة الباحثة عن أبنائها الغرقى في بحر الموت وهم يحاولون الهروب من بحار الأزمات، فما كان لها إلا انتظار البحر الذي يعود بجثثهم واحدا تلو الآخر، لتنتشلهم وتوزعهم على ذويهم، فيتجدد الحزن غير المنقطع أصلا، لا سيما في طرابلس، المصطفة على شاطئ المتوسط، تنتظر ولو بصيص أمل.

إلى عمق الكارثة ينظر اللبنانيون وهم يسيرون مع جائحة كورونا، ورغم أن الأرقام باتت مخيفة من حيث عدد المصابين وحتى الوفيات، فإنه لا وفاء بالوعود، لا من السلطات بفرض الضوابط المطلوبة، ولا من المواطن المتفلت من كل التزام، ما ينذر بإغراق البلد بموجة مخيفة من الإصابات، وستكون عندها وزارة الصحة والقطاع الطبي عاجزين عن الإنقاذ.

أما الحكومة الغارقة في بحر النكد، المحبوسة لدى حيتان السياسة، فما زالت كل فرق الإنقاذ عاجزة عن انتشالها، والمؤسف أن هؤلاء المتعنتين- وككل مرة- يعاودون الأسلوب المفلس نفسه من التعالي والعناد، ويتوقعون نتائج مغايرة.

لا تغيير في المشهد الحكومي إذا مع تآكل المهل، سوى أن الفرنسي زاد من أسفه، ودعوته القوى اللبنانية للاضطلاع بمسؤولياتها والإسراع في تشكيل حكومة تكون قادرة على تنفيذ الإصلاحات والوفاء بتطلعات الشعب اللبناني. أما التطلع إلى الحل فسهل إن قرر رؤساء الحكومات السابقون التخلي عن الآحادية والاستئثار، والعودة إلى الشراكة الوطنية، وإلى المنطق والأعراف بل المواثيق السياسية، فيفرجون عن الحكومة ورئيسها، وبالتالي يكون من وراءهم- أي الأميركي- قد أفرج عن المبادرة الفرنسية.

أما ما أفرجت عنه الصحافة العبرية، فيظهر واقع الأزمة وموقعها الحقيقي الذي هو أبعد من مداورة أو شكل حكومة، فالمهمة المطلوبة من لبنان مع حديث موقع “والاه” العبري عن ضغط أميركي لتنفيذها، هي إقامة مفاوضات مباشرة بين اللبنانيين والإسرائيليين حول الحدود البحرية. ولتبحر مخيلة المحللين في هذا الخبر الذي يشير لأوهام بعض اللبنانيين، المصرين على البقاء في دوامة الخيبات.