كلما زرع اللبنانيون بذور أمل على خط التشكيل الحكومي، حاول اتلافها الوباء الاميركي السعودي.
وفيما كانت الانظار الى لقاء المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل والنائب علي حسن خليل مع الرئيس المكلف مصطفى اديب لتصويب مسار التأليف، كان التعكير الاميركي الذي مهد له بالامس السعودي، فكتب ديفد هيل مشوشا: عندما يلتزم قادة لبنان بالتغيير فان اميركا ستقدم المساعدات اللازمة. هو لزوم ما لا يلزم سوى تسميم الاجواء، واظهار الامتعاض من الخطوات الفرنسية، وليس فقط التباين معها.
على كل حال فان التطور الابرز اليوم كان لقاء الخليلين مع الرئيس المكلف، ورغم انه لم يتطرق الى الاسماء الوزارية لكنه بحث في مبدأ التسمية، حتى وصفته مصادر للمنار باللقاء الصريح، وللحديث تتمة.
وحتى تتم المشاورات، فان المهل قابلة للتمديد ضمن المبادرة الفرنسية، وان زيارة قد يقوم بها الرئيس المكلف مصطفى اديب الى القصر الجمهوري خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة، فهل تكون زيارة للتشاور مع رئيس الجمهورية ضمن مسار تصويب الخلل الذي كان يصيب آلية التأليف؟
ما يصيب اللبنانيين من تفش لوباء كورونا، فرض نفسه على المنكرين للواقع، فرضخت لجنة كورونا وقررت تأجيل العام الدراسي الذي كان مقررا انطلاقه في الثامن والعشرين من الشهر الحالي الى ما بعد اسبوعين. خطوة ضرورية لسلامة الطلاب لكنها غير كافية لمحاصرة الوباء، فانتشاره بشكل مخيف يفرض اجراءات رادعة في الحياة اليومية للبنانيين الذين يبدو انهم غير مبالين.
اما بلاء عبارات الموت المنتشرة على شواطئ الفقر والحرمان في لبنان، فقد استدعت اجتماعا امنيا في قصر بعبدا، كلف الامن العام المتابعة الدقيقة للحد من مستغلي معاناة الناس، الذين يوهمونهم بنقلهم من ضفة الفقر والحرمان الى ضفاف الفرج، فيقعون واهلهم ضحايا في بحر الموت والاحزان.