بعد تصحيح الخطاب، هل ستصلح النيات للمضي سريعا بما امكن نحو الانقاذ؟
أجمعت كلمات مجلس النواب على الايجابية، فرسمت الاستشارات غير الملزمة، صورة تفاؤلية أكثر من تلك الملزمة.
وسريعا بدأت مساعي محو رواسب التكليف من امام مسار التأليف، فحضرت كل الكتل ليس فقط بعنوان الواجب الدستوري، وانما بكل عناوين التعاون والتسهيل لانتاج حكومة اصلاح وانقاذ في اسرع وقت ممكن، وهو ما اجابه الرئيس المكلف بالاستعداد للتعاون والتنسيق مع الجميع، فهل ستتطابق الافعال مع الاقوال فيكون مسار تاليف الحكومة قد وضع على السكة الصحيحة؟
كل اللقاءات كانت ايجابية، قال الرئيس المكلف سعد الحريري، وبلا تكلفة كان لقاؤه مع تكتل لبنان القوي، الذي أكد عبر رئيسه جبران باسيل كل الايجابية للاسراع في تشكيل حكومة بمعايير واضحة وموحدة مع كل الاطراف والمكونات، مع تفضيل ان تكون تكنوسياسية بوزراء قادرين من ذوي الاختصاصات.
ومع حقه الطبيعي بالخوف من عدم القدرة على انجاز الاصلاحات المطلوبة وفق التجارب السابقة كما قال، اكد النائب باسيل تقديم كل مساعدة لازمة وكل تعاون ممكن.
ما يمكن تحقيقه من تعاون وانفتاح، ابدته كتلة الوفاء للمقاومة امام الرئيس المكلف. ومع قطع مسافة من التوافق على دور الحكومة – كما قال رئيسها النائب محمد رعد – كان تأكيد ضرورة التفاهم مع كل الكتل لسرعة تنفيذ القرارات الاصلاحية، مع النصح بان تكون حكومة تكنوسياسية من اربعة وعشرين وزيرا.
وبناء على التمني والنصيحة من الرئيس نبيه بري، للتواصل وتذليل العقبات، كانت المسارات الايجابية اليوم، والتي سيتبعها لقاء لن يكون بعيدا بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري لاطلاع رئيس الجمهورية على مسار الاستشارات النيابية كما أكد الرئيس المكلف.
مساع للتأليف يجب ألا يغيب عن القيمين عليها صورة الحال التي لم تعد تطاق، وإن عد اللبنانيون ازماتهم فانها لا تحصى، لكن اقساها اليوم كانت كورونا التي خطفت فردا ثالثا من عائلة واحدة في بخعون الشمالية وابقت اثنين آخرين من افراد العائلة حبيسين في العناية الفائقة. فهل نستفيق لمواجهة هذا الخطر المميت؟