بقيت الأجواء التفاؤلية مسيطرة على الحراك الحكومي. مغادرا قصر بعبدا اكتفى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بالقول إن الأجواء الإيجابية طبعت الجلسة الطويلة مع فخامة الرئيس، رافضا الإجابة عن أسئلة الصحافة. الحمية عن الكلام قابلها تكتم مصادر القصر عن فحوى اللقاء.
إذا الأسبوع يقفل على مؤشرات ايجابية، انعكست انخفاضا كبيرا في سعر صرف الدولار، لكن صفر انخفاض في أسعار السلع. بين دولار الثمانية آلاف والثمانمئة والستة آلاف والخمسمئة، لم يلمس المواطن تعديلا في التسعيرة، ليطرح السؤال البديهي من دون إجابة من المعنيين: لماذا يدفع المستهلك ثمن ارتفاع الدولار دائما، ولا يتنعم ولو جزئيا بهبوط الأسعار؟.
أما في الإقليم، فإنه موسم تنزيلات الخريف، وهبوط الأنظمة وانبطاحها. فهناك من العرب من يبيعون أنفسهم وأوطانهم بأبخس الأثمان أمام الكيان الصهيوني. رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو، يتباهى بإسقاط اللاءات العربية الثلاث بعد توقيع النظام في الخرطوم اتفاق التطبيع مع كيان الاحتلال. إلا أنه فات نتانياهو أن اللاءات التي سقطت هي لاءات الأنظمة لا الشعوب.
فمراقبون صهاينة يؤكدون أن الأعم الأغلب من الشعوب العربية والاسلامية ما زالت تردد: لا للتطبيع ، لا للاعتراف ، ولا للمفاوضات، وأن الذين باعوا أنفسهم بحفنة من الدولارات أو بكراسي حكم متهالكة لا يمثلون شعوبهم، وأن كبيرهم الذي علمهم الخيانة ودفعهم نحوها بجزرته والعصا الأميركية لا يجرؤ على إشهار التطبيع حاليا. إذ يبدو أن ابن سلمان يحسبها أكثر من غيره، فالأوساط الصهيونية تقول إن ولي العهد يفضل الاختباء خلف الجدار، بانتظار نتائج الانتخابات الأميركية، وما إذا كان دونالد ترامب سيبقى في البيت الأبيض.
ترامب اقترع مبكرا، واصفا تصويته بالآمن، وهو الذي يتحدث دوما من دون أدلة عن إمكانية حصول تزوير واسع النطاق خلال عمليات التصويت عبر البريد في الولايات المتحدة الأميركية.