لم يتفاجأ اللبنانيون بالفيضانات التي تغرق الطرقات مع كل زخة للمطر، فالأمر معتاد كل عام، ومعه اعتذارات الوزارات والادارات المعنية، والتبريرات المصحوبة بوعود عدم تكرارها.
لكن المفاجئ مع هذا المناخ الخريفي هو زخات البرد الكثيفة التي تغطي الساحل بطبقة بيضاء من دون أن تلامس المرتفعات، لتسبغ المشهد الساحلي بصورة بيضاء للحظات، قبل أن يعود سريعا الى سواد الازمات المتراكمة.
ظاهرة مناخية يقرأ فيها خبراء الأرصاد، فيما يعجز الخبراء عن القراءة بالظواهر السياسية والإقتصادية والإجتماعية، المحافظة على تجلدها رغم التهاب الازمات لتأثرها بمنخفض أميركي حاد يتحكم بلبنان.
لا جديد حكوميا، فيما كل جديد إقتصادي مرهون بحاكم المال المتحكم بعصب الإقتصاد، ومعه جوقته من سياسيين واقتصاديين وإعلاميين، ولم تستطع كل أصوات الموجوعين من مودعين لدى المصارف وأهالي طلاب في الخارج وغيرهم، تحقيق أي اختراق في منظومة الفساد والكساد هذه، المتحكمة بأرزاق اللبنانيين بل بمستقبل أولادهم.
ملفات فساد مدنية وعسكرية بدأت تتوالى الى المحاكم، وإن بمبادرات أو إخبارات، لا وفق سياسات حكومية عامة، وبعد الأحكام التي صدرت بحق ضباط الأمن الداخلي، والتحقيق المفتوح مع ضباط الجيش اللبناني، حرك الأمن العام ملفات بشبهة فساد واختلاسات، في عملية وضعت على السكة القضائية الصحيحة، وفق مديره العام اللواء عباس ابراهيم الذي قال للمنار: “إن كشف هذه العملية بمثابة وسام على صدر ضباط المعلومات في الأمن العام.
كورونيا، علق البلد على أمل اللقاح الذي لن يرى قبل أشهر في لبنان، ما يعني أن الإلتزام بالضوابط الصحية واجب، فضلا عن تنبيه منظمة الصحة العالمية بأن إكتشاف اللقاح لا يعني انتهاء الوباء. أما الاخطر فهو وضعه في بازارات التجارة والسياسة، حيث سيمنع عن شعوب ويقدم لأخرى، وهو تمييز مقيت انتقده وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، معلقا على الاخبار التي تتحدث عن نية ألمانيا إدراج الكيان العبري ضمن برنامج التطعيم الأوروبي ضد كورونا، واستثناء الفلسطينيين منه.
وفي فلسطين المحتلة، لم يستثن الإرهاب الصهيوني الفتية الفلسطينيين الذين شيعوا اليوم الشهيد علي أبو عليا إبن الأربعة عشر عاما، الذي استشهد متأثرا بإصابته برصاص جنود الإحتلال في قرية المغير قرب رام الله.