عند الإجتهادات القانونية تقف تحقيقات المرفأ، وعند التراشق السياسي تعلق الحكومة العتيدة، وكأن البلد المعطل أدخل باكرا الى عطلة الأعياد، وهو الذي لا يعرف من العيد إلا إسمه، المغمس بكل أنواع الوجع والعذابات.
قضائيا، باشرت محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضي جمال الحجار، إجراءات تبليغ الأخصام في قضية إنفجار المرفأ، مضمون مذكرة نقل الدعوى من عهدة القاضي صوان الى آخر، بطلب من النائبين غازي زعيتر وعلي حسن خليل، ودعت الجميع لتقديم أجوبتهم على هذه المذكرة. وحتى تعود الأجوبة التي ستشمل كل أطراف القضية، فإن المسار طويل والإنتظار عصيب.
حكوميا، كل الأنظار الى المساعي الداخلية، بعد إصابة تلك الخارجية بكورونا، “الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون”، إلا أن حرب البيانات بين “التيار الوطني الحر” و “تيار المستقبل” لا تشي بأن طريق المساعي سالكة.
الهيئة السياسية “للتيار الوطني الحر” أعادت التاخير في تشكيل الحكومة، الى وجود محاولة واضحة لتجاوز رئيس الجمهورية كشريك كامل في عملية التأليف، معتبرة أن إصرار رئيس الحكومة المكلف على القفز فوق الميثاقية وعدم اعتماد معايير واضحة وواحدة، يظهر نية للقفز فوق التوازنات الوطنية وتهميش البعض.
وهو ما رد عليه “تيار المستقبل” معتبرا أن ما سماه نغمة المعايير الواحدة “محاولة مرفوضة للالتفاف على المبادرة الفرنسية”، معتبرا أن تصرف قيادة “التيار الوطني الحر” هروب الى الأمام”.
والى الأمام يتقدم شبح كورونا عالميا، ما فرض على الاوروبيين بحثا عن إقفال جدي حتى في عطلة الاعياد، بدأته إيطاليا وتبعتها اليوم بريطانيا التي أعلنت التشدد بالإغلاق، وصولا الى إلغاء الإحتفالات بأعياد الميلاد في المناطق التي تشهد انتشارا كثيفا للوباء.