ان تاتي متاخرا خير من ان لا تاتي, هكذا قال المثل يوما ولعله يفيد من يتذكر، ولكن ان تاتي مؤخرا نفسك شهرا عن الاقفال العام فان في ذلك فاتورة يجب دفعها..
هذا هو منطوق اليوم الاول من الاقفال الذي رغب معظم اللبنانيين ان يكون الشهر المنصرم كي يتلافى بلدهم الاف الاصابات بكورونا واكثر من مئة وعشرين ضحية اضافية، وما يحصى بينهم من انفاس ضيقة في صدور مختنقة فوق اسرة حرم منها اخرون داخل المستشفيات المنهكة..
لا تقال ” الا ليت ” الان، ولكن لا استسلام ايضا، ولا بد ان يبقى احد سالما يقوم بمهامه امام من سقط من اقاربه مريضا مصابا بسهام كورونا جهلا او جورا..
في غالب الملاحظات على اليوم الاول من الاقفال اتفاق على ان الالتزام كان ملحوظا في مختلف المناطق، ما خلا فئتين حضرتا في الشارع : الاولى من المضطرين والمستثنين، والاخرى من المتذاكين الذين اعتادوا معاندة القانون وادمنوا مخالفته حتى النخاع..
الحضور الامني عم معظم الطرقات بما امكن من عناصر وامكانات الى جانب البلديات، في وقت كانت السماء اليوم معينا على الزام المواطنين منازلهم، فعساهم لا يخرجون منها زرافات حين تحبس السماء مطرها في ما تبقى من ايام الاقفال..
انها الفرصة الاخيرة التي سيفتقدها لبنان ان عجزت الاجراءات عن اصلاح ما خرب ، في ظل ما يؤكده باحثون في الجامعة اللبنانية من ان كورونا البريطاني يلعب بنشاط ملحوظ في الاراضي اللبنانية منذ اواخر العام 2020.