في مثل هذا اليوم من العام الفائت، فرض أول حجر صحي على الكرة الارضية لمواجهة كورونا في مدينة ووهان الصينية، البؤرة الأولى للوباء. ووهان شهدت اليوم احتفالات بالتغلب على الفيروس: الشوارع مزدحمة، والأسواق تغص بالمواطنين الذي أظهروا يوما التزاما بالحجر المنزلي، لم يسجل له مثيل حول العالم.
فأين لبنان من ووهان؟ لا مؤشرات بتاتا على أننا سنشهد احتفالات مماثلة في القريب العاجل، مع الخروقات المستمرة للاقفال في كل المناطق. ويبدو أن أصوات سيارات الإسعاف ودفن الموتى ستبقى تحتل المشهد، الى أن يدرك الراقصون على قبور ضحاياهم أن الحل بأيديهم ، وأن المعجزة الوحيدة لإنقاذ الأرواح المهددة بالموت، هي الالتزام بثالوث النجاة: الكمامة، التباعد الاجتماعي، والتعقيم. فالمؤشرات كلها تدل على أن ما اصطلح على تسميته بالسلالة البريطانية من فيروس كورونا تجتاح لبنان، في وقت تؤكد دراسات جديدة أنها أكثر فتكا.
والأشد فتكا، هو ما يمكن تسميتها بالسلالة اللبنانية السياسية والمجتمعية. تفلت من الالتزام بحالة الطوارىء الصحية من جانب المواطنين، يقابله تواصل الحجر على الحكومة العتيدة ، فلا الاوكسجين الداخلي، ولا الإسعافات الخارجية نجحت في بث الحياة بالرئتين المتعطلتين، بفعل توقف الإتصالات بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، في وقت تتقطع أنفاس البلد بفعل كورونا والوضع الاقتصادي الذي يزداد سوءا وتعقيدا، يوما بعد يوم.
أما الوضع الإقتصادي في الولايات المتحدة، فقد وصفه الرئيس الاميركي بأنه الاسوأ في تاريخها الحديث بسبب كورونا، وسوء تعامل سلفه مع الوباء وفق جو بايدن الذي تحدث عن عائلات تعاني من الجوع، وخسارة مخيفة للوظائف خلفت جيشا من العاطلين عن العمل، وطوابير طويلة على أبواب جمعيات أهلية طلبا للقوت اليومي.