على درب التوقي من كورونا ومحاولة السيطرة على انتشاره، اعلن لبنان خطته الوطنية للقاح، فمتى يستحق هذا الوطن خططا اخرى بابعاد عميقة، ووجهات واضحة تخرجه من معضلاته المركبة والمفروضة؟
ثمانون في المئة من المقيمين على الاراضي اللبنانية سيصلهم اللقاح في العام الحالي، وبالدور الذي يبدأ من الطاقم الصحي، ثم مرضى الامراض المزمنة، فكبار السن، وصولا الى عامة الناس…
هنا ما على الناس جميعا الا التعاون مع اجراءات الوقاية خلال انتظارهم اللقاح، وليس التفلت من الاقفال العام والتسبب برفع اعداد الوفيات التي تشير الى مستوى درامي لانتشار الجائحة في الجسم اللبناني.
وكي تسير الخطة في مسارها يهم كل المعنيين بها ان تفي شركة اللقاح الاميركية بالعقد الموقع معها وان لا تصل المخاوف الاوروبية من تلكؤها الى لبنان الموعود باربعين الف جرعة كدفعة اولى.
في السياسة، لا جرعات ايجابية تخرج التاليف من حضيضه، ويبدو ان الانتظار سيطول الى حين تبلور افكار تطرح من هنا وهناك. ومن بين الظروف المعقدة، تتكرر الدعوات للابتعاد عن الخطابات المتهورة كما وصفها رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان مؤكدا الانحياز الى لبنان الشراكة بعيدا عن لغة الأرباح والخسائر السياسية.
في لغة الانحياز الى لبنان الحر المنتصر تتقدم مواجهة تطاول الاحتلال على السيادة، وعلى البشر والحجر وحتى الدواجن والماشية. هذا يعني ان سرقة البقرات السبع في الوزاني قبل ايام هي اعتداء موصوف ومرفوض وقضية لا تنازل بها ولا حياد فيها، بل ان التمسك بعودة هذه البقرات وباقي ممتلكات اللبنانيين التي يستولي عليها جنود الاحتلال سيتابع حتى تعود الى اصحابها، كما اعلنت وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر في بيان لها اليوم.