Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “المنار” المسائية ليوم الثلثاء في 2021/02/09

فيما السياسة غافية على كتف الوقت، وكورونا تفتك باللبنانيين الذين يصرون على معاونتها، حضر القطري الى لبنان ليحرك المشهد الدبلوماسي دون تحريك المياه السياسية الراكدة، فكانت زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الاستطلاعية، محملة بما أمكن – او سمح – من مساعدات مرتبطة بكورونا وانفجار الرابع من آب، بعيدة عن السياسة والمبادرات، رامية الكرة في ملاعب بيروت الصاخبة التي لم تجد حكما ينظم مباراتها السياسية التي تخاض بروح غير رياضية، وترتفع على منصاتها عظات التدويل.

ووسط هذا الجمود السياسي، إنفلات إعلامي أخلاقي فاق حد الإسفاف. أما حان الوقت لكلام صريح بالفعل يفهم الإعلام المر، أن التحريض والكذب لن يحلياه، وأن بناء المحاكم العرفية على الشاشات لن ينظف سجلها المليء بالموبقات، المثبت بحكم قضائي على رؤوس الأشهاد.

أولم يفهم هؤلاء أن التطاول على الكبار لن يجعلهم كبارا، وأن صبر أهل الكرامة أرقى وأسمى من ادعاءات حرياتهم المزيفة الممجوجة والموظفة بدفع الدولارات والإملاءات المجدولة، من عباءة دوروثي شيا.

ألم يعلم البعض الموغل بالتحريض والكذب والإفتراء، والتطاول على الكرامات والإتهام بالقتل وإصدار الأحكام، إنه يحكم على ما تبقى من مهنة الإعلام بالسقوط الى درك أسفل من ذاك السياسي، أم انها مرارة اليأس من تحقيق أي إنجاز ما دفع بهؤلاء للانفعال الغرائزي، واللجوء الى الكيد الممزوج بالحقد.

وهنا يبرز السؤال عن دور القضاء والوزارات المختصة والمجالس المعنية الملزمة بالحفاظ على شرف المهنة، الذي يدنسه هؤلاء. أما الحديث عن حرية الإعلام فهذا الكذب بعينه، لان الحرية لا تعني الإفتراء والتلفيق والقص والتلزيق والتحريض. ان كل الإختلاف السياسي وارتهان البعض وحتى تجارة الإعلام والإعلان في لبنان، لم تصل يوما الى ما وصلت اليه بعض الشاشات اليوم، والتي باتت تلوث الفضاء الإعلامي والأخلاقي وتهدد السلم الاهلي.

وكل الاعتذار من جميع المشاهدين لإزعاجهم بالحديث عن هؤلاء، لكن كما قال الإمام علي عليه السلام: “حين سكت أهل الحق عن الباطل، توهم أهل الباطل أنهم على حق”.